أحمد كمال

بعد سبعة وعشرين عاماً من توليه للحكم في الجمهورية التونسية خلفاً لزعيم النضال ضد الاستعمار الفرنسي الحبيب بورقيبة ينتهي زين العابدين بن علي هارباً من بلاده بإرادة الشعب التونسي الذي ضاق به الحال من نظام بيروقراطي تعسفي غير مبال للكثير مما يعانيه شعبه من بطالة وفساد إداري وإذن صماء عن ما يعانيه هذا الشعب الذي رضى بحكمه فترة من الزمن في عيش ضيق وبطالة شاملة وبيروقراطية إدارية وضنك في العيش لا يقابلها الا بوعود فارغة وآمال عمياء واصلاح لا يتعدى الوعود.
خرج الرئيس زين الدين هارباً إلى جهة لا يعرفها شعبه بعد ان رفضته العديد من الدول والأنظمة العربية وغير العربية حتى لا تتحمل اوزاره وحتى لا يطالب به الشعب التونسي ليحاسبه على ما فعل وما قتل وما أهمل وما اعمى بصره عن متطلبات شعبه الذي عاني الكثير من البطالة والاهمال والظلم والفساد بين الحكم وزمرته.
لقد تحايل نظام بن علي ثورة العاطلين والجياع من شعب تونس بالرصاص والقتل بالجملة بدلاً من ان يوجه اجهزته لعلاج مشاكلهم والوصول إلى حل هذه المشاكل من ايجاد وظائف للعاطلين ولتيسير العيش للجائعين ومحاربة الارتفاع في اسعار الغذاء وبقية المواد الضرورية والاساسية التي تتمتع بها الطبقات الرفيعة وهم قلة من شعب تونس، هذا الشعب الذي كان عماد النضال التونسي الشعبي لمواجهة الاستعمار الفرنسي والذي بذل الغالي والنفيس من اجل تحرير بلاده والذي كان يحلم بالرخاء والامان في حكم بلاده بنفسه وعانى بعد ذلك من اهتزاز التوازن الانساني الطبيعي في عهد أول رئيس لبلاده بعد ان بلغ من العمر عتياً واستبشر بحكم بن علي ولكن هذا الزمن الجديد لم يلب مطالب شعب تونس ولم يحقق آماله وطموحاته حتى ضاقت به الحال وكانت الثورة التي حصدت عشرات من الثائرين وكانت النتيجة هروب الرئيس واصبحت تونس في حاجة إلى سند ومساعدة وعون من شقيقاتها الدول العربية مع العون من الله جل جلاله.
إلى الأعلى