واشنطن

كتب جاكسون ديل مقالاً نشرته صحيفة واشنطن بوست، أشار فيه إلى استمتاع إسرائيل والفلسطينيين والمنطقة بأسرها بقدر كبير من الهدوء والاستقرار خلال العامين المنصرمين، رغم الفشل الذريع لمحاولات أوباما في احياء عملية السلام.
وقدم الأسبوع الماضي دلائل على تغير هذا الحظ، جراء التحديات الإقليمية التي تجاهلتها الإدارة إبان انشغالها بعملية السلام، وليس جراء عدم اتفاق الفلسطينين والإسرائيليين بشأن حل الدولتين. ويعد لبنان أكثر هذه الأعراض وضوحاً، حيث تسبب حزب الله في انهيار حكومة laquo;الوحدةraquo; إبان زيارة رئيس الوزراء سعد الحريري إلى واشنطن. ويعتبر لبنان جبهة مهمة في الحرب الباردة بالمنطقة بين سوريا وإيران ووكلائهما المسلحين مثل حزب الله وحماس، وحلفاء الولايات المتحدة المعتدلين ومعظمهم من السنة. ومع استبعاد نشوب حرب أهلية في لبنان قريباً رغم احتمال توجيه المحكمة الدولية أصابع الاتهام إلى أعضاء حزب الله في اغتيال رفيق الحريري. فان تحرك الميليشيا يوضح حرص إيران على المبادرة، حيث يمتلك حزب الله وحماس القدرة على إثارة وبدء صراع مسلح في الوقت الذي تختاره هي أو طهران.
ومنهج ادارة أوباما هو تجاهل التهديد من خلال تركيزها على السلام أملاً في تحقيق إنجاز يقوض الواجهة السياسية لحماس وحزب الله. إلا أن إيران تستعرض عضلاتها الآن، حيث تم إطلاق 20 صاروخاً من قطاع غزة نحو إسرائيل منذ بداية يناير. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن كلاً من حماس وحزب الله أمضيا السنوات الماضية في تجميع آلاف الصواريخ، التي يمكنها الوصول إلى تل أبيب. على أن التهديد الأكبر للمصالح الأميركية يتمثل في الثورة التي تجتاح تونس وتهدد بإنهاء 29 عاماً من حكم الرئيس زين العابدين بن علي، بل وانتشارها إلى الدول العربية المجاورة. إذ انتقل العنف بالفعل إلى الجزائر، مما يدفع إلى التساؤل عن مكان ظهوره التالي، فهل سيقع laquo;المشهد التونسيraquo; في مصر أم الأردن أم ليبيا؟، المهددة جميعاً جراء تصاعد أسعار الغذاء، وانتشار البطالة، وسيطرة أنظمة رافضة للإصلاح السياسي. إلا أن الأخبار الجيدة هذا الأسبوع هي تغيير الإدارة لاتجاهها، حيث نادت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال زيارتها لعدد من الدول العربية بالحاجة الماسة للتغيير.
وقد تأخر توجه الولايات المتحدة إلى الإصلاح الاجتماعي بالشرق الأوسط العام الحالي، إلا أن اتباع ما صرحت به كلينتون من شأنه وضع الولايات المتحدة في الجانب الصحيح من الأحداث.