تركي عبدالله السديري

إسرائيل نووية فعلاً، وإيران في طريقها لأن تكون نووية، ولبنان نووية أفراد..

بالطبع استطاعت إسرائيل في وقت مبكر أن تكون نووية لكي تفرض حاجز أمن قاهر لا يمكن الجوار العربي من إزالة وجودها؛ بعد أن كان هذا هدفاً إعلامياً في عصر ميلاد الثورات حتى وصلت المبالغة إلى تأكيد قذفها في مياه البحر..

إيران لماذا تريد أن تكون نووية؟..

بالتأكيد ليس بغرض حصانة عسكرية ضد إسرائيل.. حيث بينهما من المسافات الجغرافية ما يستبعد أي احتكاك حتى ولو بالمسدسات..

ما هي إجراءات العالم العربي أو توجهات تحركه لكي يعطي اطمئناناً بصعوبة الوصول إلى أطرافه المجاورة لحدود الدولتين؟..

لا شيء..

بل المخزي أن مجمل الأوضاع يشير علانية إلى توجهات التراجع وضعف الاقتصاد وتعدّد البطالة، ومعها تعدّد الاضطرابات وانتشار مواقع القتلى..

في بدايات الثورات كانت المفاجأة التي غزت أذهان المواطنين العرب هي أن الحاكم الجديد سوف يكون محدد زمن الرئاسة، وأن مَنْ سيأتي بعده سيصل بامتياز كفاءاته على غيره وباختيار معلن..

الذي حدث بعد أكثر من ثورة في أكثر من ست دول عربية هو أن الرئيس يقضي في الحكم ضعف زمن قيادة مَنْ ليس برئيس جمهوري، وأنه يترك الحكم بوفاة طبيعية أو حالة اغتيال..

المؤسف أنك تستطيع أن تكتب أو تناقش أو تتلقى حرية آراء، لكن الواقع الاجتماعي يختلف عن كل آراء تُكتب أو أفكار تُناقش.. الواقع الاجتماعي يتّجه إلى الخلف بسرعة مذهلة، ويبقى مصير المخاطر أو الطموحات مرصوداً بمعرفة ماذا ستقول أمريكا، وكيف هو رأي بريطانيا، وماذا هو رأي فرنسا؟..

أما منهجية خلق واقع جديد لمجتمعات عربية تنطلق باستراتيجيات متممة نحو مستقبل الاطمئنان فأمر مفقود..