عبد الباسط شاطرابي،ـ الخرطوم

اعتبر مركز laquo;كارترraquo; لمراقبة استفتاء تقرير مصير جنوب السودان الذي جرى بين 9 و15 يناير (كانون الثاني)، أن هذا الاستفتاء كان بشكل عام متوافقا مع المعايير الدولية، وأكد أن الانفصال بات laquo;شبه أكيدraquo;.

وجاء في بيان صدر عن المركز أمس: laquo;بشكل عام أن عملية الاستفتاء حتى هذه المرحلة كانت ناجحة، والاستفتاء جاء مطابقا للمعايير الدوليةraquo;، مضيفا laquo;استنادا إلى المعلومات الأولية المتعلقة بنتائج فرز الأصوات، يبدو من شبه المؤكد أن النتائج هي لصالح الانفصالraquo;.

وأعلنت مفوضية الاستفتاء أن أكثر من 3.25 مليون ناخب من أصل أربعة ملايين مسجلين شاركوا في الاستفتاء.

ومن المحتمل صدور نتائج أولية غير مكتملة خلال الأيام القليلة المقبلة، في حين أنه من غير المتوقع صدور النتائج النهائية قبل النصف الأول من فبراير (شباط) المقبل.

من جهتها، أعلنت رئيسة مراقبي الاتحاد الأوربي فيرونيك دي كايزر أن الاستفتاء جرى بشكل سلمي وسليم.

وأضافت في مؤتمر صحافي عقدته في الخرطوم: laquo;في حال كان علي أن ألخص انطباعي عن طريقة سير الاستفتاء أقول: الاقتراع كان حرا وسلميا مع مشاركة كاسحةraquo;.

وتابعت laquo;نتوقع أن تتخطى نسبة المشاركة بكثير الـ60 في المائة المطلوبة لاعتماد نتائج الاستفتاءraquo;، مشيرة إلى أن نسبة المسجلين قبل أشهر بلغت نحو ثمانين في المائة.

وأشارت مع ذلك إلى حصول حالات معزولة من الترهيب من قبل مسؤولين أمنيين تابعين للحكومة في بعض مراكز الاقتراع.

وأشادت دي كايزر بتصرف المسؤولين في الشمال والجنوب على حد سواء خلال الاستفتاء، معربة عن اقتناعها بأنه سيتم التعبير عن الإرادة الحرة للشعب السوداني عبر نتائج هذا الاستفتاء.

وتألفت بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوربي من 110 مراقبين قاموا بنحو 1260 زيارة إلى نحو 800 مركز اقتراع في شمال وجنوب السودان. وكانت دي كايزر نفسها قادت بعثة المراقبة الأوربية إلى السودان خلال الانتخابات السودانية العامة التي جرت في أبريل الماضي (نيسان).

وكان مركز كارتر ومعه الاتحاد الأوربي اعتبرا أن هذه الانتخابات العامة لم تصل إلى مستوى laquo;المعايير الدوليةraquo; لجهة الديمقراطية.

كما أعلن يوسف نزيبو رئيس بعثة المراقبة التابعة للمنظمة الحكومية للتنمية (إيغاد) التي تضم ست دول في شرق أفريقيا laquo;أن عملية الاستفتاء كانت حرة ونزيهة وذات مصداقيةraquo;.

وكانت منظمة إيغاد رعت مفاوضات السلام التي وضعت حدا للحرب في السودان عام 2005 أوقعت أكثر من مليوني قتيل.

ودعا رئيس حكومة جنوب السودان سالفا كير الأحد الجنوبيين إلى مسامحة الشماليين على الحروب التي شنوها عليهم.

كما جرت خلال الاستفتاء معارك في منطقة أبيي الواقعة بين الشمال والجنوب أدت إلى مقتل 37 شخصا على الأقل منذ مطلع الشهر الحالي. إلا أن أعمال الاستفتاء لم تتأثر بهذه المعارك.

وعلى المسؤولين في الشمال والجنوب مناقشة أمور كثيرة عالقة بينهما قبل موعد الاستقلال المقرر في يوليو (تموز) المقبل مثل تقاسم النفط وترسيم الحدود والمواطنة، بجانب ملفات أخرى.