أنيس منصور

القراء المشاهدون يحاولون الاتصال بأصحاب الميكروفونات والأقلام لكنهم لا يردونrlm;..rlm; فيقولون إنهم كبروا فتكبروا وتجبرواrlm;..rlm; والحقيقة أنهم لا كبروا ولا تجبرواrlm;..rlm; وإنما هم مشغولونrlm;..rlm;

وأنهم غير قادرين علي أن يردواrlm;..rlm; وإن ردوا لا يجدون حلا عندهم أو عند المسئولين الذين هم مشغولون أيضا بقضايا أخطرrlm;..rlm; تصور عامل تليفون وأمامه لوحة لمائة خط وكلها تريده في وقت واحد أن يرد عليهاrlm;..rlm; فإن لم يفعل ذهبوا إلي الشكوي منه والمطالبة بتغييره دون مراعاة لمشكلاته هو أيضاrlm;.rlm;
ويذهب المشاهدون والقراء إلي لعن الطرف الآخر وتهديده بالقتلrlm;..rlm; والله العظيم حدث كثيراrlm;!rlm;
فإذا استطاع صاحب البرنامج أو صاحب المقال أن يعد بالاتصال بمسئولrlm;..rlm; فإن استطاع المسئول أن يستجيب مرةrlm;..rlm; فلن يستطيع مرات أخريrlm;.rlm;
مثلا واحد يشكو من انقطاع المياه أو انعدامهاrlm;..rlm; وهذه شكوي تستحق الالتفات إليهاrlm;..rlm; وبعد أيام يجيء الماء قليلا متقطعا فتتجدد الشكوي ثم تنحل مشكلة المياهrlm;..rlm; وليست كل المشكلات بهذه السهولةrlm;..rlm; والمطلوب قليل من الصبرrlm;..rlm; كما أن صاحب الميكروفون وصاحب القلم عنده مشكلات وقضايا وهمومrlm;..rlm; وأنه ليس حاكمrlm;,rlm; ولا في يده سلطةrlm;..rlm; ومن واجبه أن يعرض وأن يساعد السلطة في حل مشكلات الجماهيرrlm;.rlm;
أذكر أن جاءني أحد المواطنين له شكويrlm;..rlm; وطالبته بالصبر لكنه ضاق بالصبر فقال ليrlm;:rlm; أنا تعبت في الدعاية لك في دائرة المنصورة وذهبت ليلا إلي فلان ونهارا إلي علان لكي يختاروك لمجلس الشوريrlm;..rlm; وكان رديrlm;:rlm; إنني في مجلس الشوري بالتعيين وليس بالانتخابrlm;.rlm;
ولم يصدقنيrlm;!rlm; فضمني إلي لواء المتكبرين المتجبرينrlm;!rlm;