سعاد المعجل

أجرت قناة دريم لقاء مع فضيلة شيخ الأزهر، تناول فيه كارثة تفجير الكنيسة في الاسكندرية.. من وجهة نظر فضيلته ان الهدف من وراء تفجير الكنائس، سواء في العراق أو في مصر، هو تقسيم العالم العربي إلى أقليات يسهل السيطرة عليها، ويؤمن لإسرائيل العيش بسلام، وهو هنا لا يهوّ.ن من المسائل والأزمات الداخلية.. فهو مقر بأن هنالك حالة احتقان في المجتمعات العربية، لكنها لا يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه الحادثة.. أي حادثة تفجير الكنيسة في الاسكندرية.
ثم يغوص شيخ الأزهر في التاريخ ليؤكد أن مصر لم تكن يوماً ضحية لفرز طائفي، وان الأقباط والمسلمين عاشوا دوماً في سلام.
المثير في حديث فضيلته كان في ذلك الكم من التسامح في الدين الإسلامي، الذي لا يزال يدرس في مناهج الأزهر.. حيث استشهد الشيخ ببعضها في وصفه لتسامح الدين، وقال ان من تزوج بنصرانية، فعليه ان يقبل بنصرانيتها.. بل وعلى الزوج أن يأخذ زوجته إلى الكنيسة وينتظرها! ويحرم عليه أن يضطرها إلى اعتناق الإسلام! هذا هو الإسلام الذي يدرس في الأزهر، أكبر صرح تعليمي إسلامي!
وفي حديثه عن علاقة المسيحيين بالإسلام، يعود شيخ الأزهر بنا إلى قصة الراهب بحيري الذي تنبأ بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف ان المسلمين قد هاجروا مرتين إلى دول مسيحية (الحبشة) ولجأوا الى ملك مسيحي.. كما ان المسلمين كانوا يسمون الحروب الصليبية حروب الفرنجة، لأن الصراع بالنسبة اليهم ليس مع المسيح ولا مع الصليب.
ما جاء على لسان فضيلة الشيخ كان واقعاً قبل ان تخطف السياسة الدين، وقبل أن ينهار الخطاب الإسلامي بعد ان تبناه أهل العنف والإرهاب، والذي جعل الناس يجهلون بيت المقدس مثلاً، ويتلهون في حفر جباههم بما يسمى بالزبيبة، التي تظهر كبقعة سوداء في جباه العديد من أقطاب الإسلام السياسي! وهي - أي الزبيبة - تعبر عن مدى تطبيقنا وفهمنا الخاطئ للدين، حيث تم تفسير القول laquo;سيماهم على وجوههمraquo; تفسيراً حرفياً، بينما هو في الأصل سمات السماحة والسكينة والهدوء التي تظهر على وجوه المفعمين بالروحانية والتجرد والتقرب إلى الله..
لقد احترم الإسلام الأقليات وحفظ لها عقائدها، ولم يشترط دخولها في الدين الإسلامي للدفاع عنها وعن ممتلكاتها.. لكننا اليوم في زمن ردة، جرد الإسلام - وبكل أسف - من أبسط مقومات التسامح، وجعل إنكار حق الآخر هو المدخل نحو إسلام صحيح، بحسب مفهوم الإسلام السياسي!!