منى العياف
ما يحدث اليوم في الأقطار العربية، هو حراك سياسي طبيعي من أجل التعبير، ولكن تسارع وتيرة الأحداث والظروف، وامتدادها من السودان لتصل أصداؤها الى الجزائر، ثم اشتعالها في تونس وانتقالها الى الأردن، وصولا الى ما جرى ويجري في العزيزة مصر، كل هذا يدفعنا الى التأمل والبحث عن الأيدي الخفية المحركة التي تقف وراء هذه الأحداث المتسارعة. هذا الايقاع المتسارع للأحداث أوضح لي بما لا يدع مجالا للشك ان هناك أيدي خفية لجماعة الاخوان المسلمين، هي التي تحرك الشارع العربي الآن، فهذه الجماعة عبر التاريخ تنتهج سياسة محددة وترتكز على دعامة رئيسية في عملها وهي: laquo;الغاية تبرر الوسيلةraquo;، فلا مانع من التحالف مع الشيطان من أجل ان أحقق أهدافي، هذه هي ركائزها ومبادئ عملها، وهذا ما حدث منذ السبعينيات والثمانينيات، فقد تحالفوا مع الشيطان (القوى الاستعمارية الكبرى) من أجل تحقيق مآربهم. وهكذا تم توظيفهم جيدا لسلب مكتسبات الأمة العربية، ولولا أحداث 11 سبتمبر التي كانت بمثابة الشرارة الأولى لمطاردتهم في أنحاء العالم كله لما كان ممكنا السيطرة عليهم وعلى الإرهاب الذي يمارسونه في كل أنحاء العالم، ورغم انه تم الحد من نشاطهم وضبط كثير من عناصرهم، الا ان هذا لا يعني انه تم القضاء عليهم، فخلاياهم نائمة مازالت تتربص بنا، وتنتظر ان تحين الفرصة، وعندما جاءت ها هم يعودون اليوم في ثياب أخرى، مستغلين تعطش الناس للحريات، وتحسين مستويات المعيشة ومكافحة الفساد، فإذا بهم ينفخون النيران ويؤججون الشارع، مستغلين ان كل هذه المشكلات تمثل بيئة خصبة لنمو شعاراتهم وترويج أفكارهم وتحقيق أجنداتهم الخاصة. ما يجري إذن من هذه الفئة في الخارج، يدفعنا الى الانتباه هنا في الداخل، لأننا بعد ان نرصد كل مشاكلنا وهمومنا نجد بالفعل انهم كامنون خلفها، يزودونها laquo;بوقود شبابيraquo;، يربونه في معسكراتهم التي يضفون عليها سمة laquo;التربويةraquo;، وينضجونه في الاتحاد الطلابي بالجامعة، وصولا بعد ذلك الى توزيعهم على مواقع وأماكن العمل المؤثرة في حياتنا، كاتحاد العمال والنقابات وجمعيات النفع العام، والتعاونيات ومجلس الأمة.. كل يوم تفريخ! علينا ان ننتبه ولا ننتظر حتى نراهم يتمادون أكثر وأكثر، بشكل يهدد نسيجنا الاجتماعي واستقرارنا السياسي. لننتبه الى التحالفات والأجندات الخاصة مهما كبر أصحابها او صغروا، فبتحالفاتهم مع بعضهم ومع الشيطان يتهدد استقرارنا ويتعرض مجتمعنا المتسامح الى هزات عنيفة لا تحمد عقباها! نحن لسنا بمعزل عما يجري في الأقطار العربية على أيدي هؤلاء، وعلينا ان نعي ما يحدث وانعكاساته على دولتنا الصغيرة! .. والعبرة لمن يتعظ!
التعليقات