رائد سني ينضم لجيش سورية الحر وزوجته العلوية تختار الرئيس والطائفة

لندن

مثل الحرب الطائفية في العراق التي قسمت المجتمعات وفرقت بين الزيجات المختلطة بين السنة والشيعة يخشى الآن ان يؤدي استمرار الازمة في سورية الى وضع مماثل خاصة في مدينة حمص التي تحولت الى مركز للانتفاضة السورية التي بدأت في شهر اذار (مارس) الماضي وادت الى مقتل اكثر من اربعة الاف سوري حسب تقديرات الامم المتحدة.
وفي تقرير لصحيفة 'صندي تلغراف' البريطانية فان الحرب لم تؤد فقط الى تقسيم طوائف المجتمع السوري بل ادت لتدمير العائلات نفسها.
وتشير الصحيفة الى ان الرائد هيثم احمد الذي كان يحضر نفسه للعودة الى سورية من المكان الذي اختبأ فيه في لبنان لمشاركة رجال المقاومة انه تلقى مكالمة من زوجته التي لم تغادر سورية، ولم تكن زوجته تشجعه في المكالمات على استمرار المقاومة بل تشجب فعلته ورحيله الى لبنان وتركه الاولاد وتهاجم 'الارهابيين' الذين يقتلون ابناء الطائفة العلوية، ويعيش هيثم حالة من الصراع الداخلي خاصة انه سني وزوجته علوية. وتنقل عنه الصحيفة قوله 'تتصل بي كل ساعتين وتشجب المتظاهرين - الارهابيين الذين يقتلون الجنود العلويين. وهيثم هو واحد من الجنود الذين انشقوا عن النظام، في الاربعين من عمره ومتزوج من علوية منذ خمسة عشر عاما. ويحكي قصة زواجه بها انه وقع في حبها لاول مرة شاهدها في حافلة وتزوجها سرا لان افراد عائلتها لم يوافقوا على الزواج من سني واستمر زواجهما بسبب الحب وانجبت له ولدا وبنتا، اعمارهما 14 و11 عاما. وعاشا بسلام في حي العلويين في حمص ولكن مع بداية الانتفاضة بدأت خلافاتهما الطائفية تظهر وتؤثر على زواجهما. وبسبب هذا الوضع فانه يخشى ان لا يرى ابنه وابنته مرة اخرى على الاقل كعائلة متماسكة وتحب بعضها بعضا. ويقول عن زوجته انها تحب الجيش وبشار الاسد وتحزن كلما شاهدت ان جنودا ورجال امن يقتلون كل يوم. وكان يتحدث الجندي المنشق من عكار البلدة التي تقع على الحدود بين لبنان وسورية حيث يختبئ مع عدد من رفاقه. ويقول هيثم ان زوجته تؤمن بما يقوله الجيش وعائلتها وطائفتها.
ويشير الرائد ان كان يخبرها كلما عاد الى البيت عما يحدث على الحواجز التي يقيمها الجيش ويقول لها ان ما يقوم به الشبيحة من قتل للمتظاهرين هو حرام، ولكنها 'لم تكن تفهم من هم الشبيحة، ولم تكن توافقني، ولم تكن تدري ما تقوله وتكتفي بالقول انها ضد القتل'. ومع تزايد القتل والقمع الذي مارسه الجيش ضد المتظاهرين فان الرائد هيثم وجد نفسه امام خيارين اما اطاعة الاوامر واطلاق النار على المتظاهرين او الانشقاق واختار الاخير حيث هرب وانضم لجيش سورية الحر، ورفضت زوجته اللحاق به لانها لا زالت مقتنعة ان المقاومين ارهابيون. ويقول انه حاول ان يقنع زوجته بالانضمام اليه حيث قال لها انه لا يستطيع تحمل الوضع ولكنها رفضت وقالت ان الوضع 'آمن هنا'.
وقال الرائد هيثم ان استمرار الوضع كما هو الآن سيدخل البلاد في حرب طائفية. واشار التقرير ان قصص القتل الطائفي والاختطاف الذي يقوم به الطرفان اصبح حديثا عاديا، ويتم رمي جثث المختطفين امام بيوتهم، وهو ما يذكر بما حدث في العراق. ونقلت الصحيفة عن الناشط ابو رامي قوله ان 'شبيحة النظام يحاولون اشعال الكراهية'، ويقومون بقتل السنة ويلقون اللوم على العلويين مما يؤدي الى عمليات انتقامية. ويصف الرائد هيثم الذي فر من سورية الاسبوع الماضي عبر طرق خطيرة الوضع في مدينة حمص انها تعيش في ظل حرب طائفية. ويقول ان الناس في حيه يعتقدون انه علوي، لانه متزوج من علوية، ويقول ان الانتقال بين الاحياء السنية والعلوية بات مستحيلا حيث هربت العائلات العلوية التي كانت تسكن في الاحياء السنية للاحياء التي تسكن فيها طائفتهم والعكس.
ويضيف انه عندما يريد ان يذهب الى حي سني فعليه ان يسأل 100 سائق حيث يرفض السائقون العلويون الذهاب الى هناك وكذا السنة الذين يرفضون الدخول للاحياء العلوية. ونتيجة لهذا الوضع فقد اصيب بالقرف حيث رأى الناس الذين يعرفهم يوجهون بنادقهم ضد بعضهم البعض. ويقول ان الضابط العلوي يصدر اوامره للجنود كي يذهبوا للاحياء السنية ويطلقوا النار وخلف كل ضابط سني اثنان من الشبيحة حيث يطلقان عليه النار من الخلف حالة رفضه اطاعة الاوامر.
ويصف حادثا مروعا شاهد حيث كانت امرأة محجبة تقترب من نقطة التفتيش وبدون سؤال اطلقوا عليها النار وقتلوها وكان هذا الحادث السبب الذي جعله يقرر الهروب من الجيش. ويضيف ان استهداف المرأة جاء لان العلويات لا يلبسن الحجاب مما دعا الجنود للافتراض ان هذه المرأة هي سنية. ويضيف ان الشبيحة اخذوا باطلاق النار عليها حتى فصلوا رأسها عن جثتها.
ويقول ان الشبيحة اعتبروها ارهابية مع انها كانت تتسوق مع ابنها. وعندما سألهم ضابط عن الذي حدث قالوا انهم اطلقوا النار على هدف ارهابي على الرغم من انه شاهد الحادث وان السبب كان ارتداءها للحجاب. ويأمل الرائد حيث ان تتسارع عمليات الهروب من الجيش من اجل الاطاحة بنظام بشار الاسد، ويقول ان اعداد من ينضمون لجيش سورية الحر في ازدياد يومي وهناك الكثيرون ممن يخاطرون ويهربون الى لبنان، ويقول ان نسبة 80 بالمئة من جنود 3 الاف فرقة في الجيش ينتظرون الفرصة للهروب.