مرسى عطا الله

ليس هناك ما يثير القلق علي حاضر ومستقبل هذا الوطن قدر مواصلة الاستغراق غير المحمود في تغذية أجواء الصراع والفتن وتغليب منهج العنتريات وافتعال المواجهات لتدمير قيم التفاهم المشترك من خلال تعكير المناخ المتسامح لصالح روايات الجهل والتعصبrlm;.rlm;

إن مصر التي نحلم بها جميعا تحتاج إلي الرأي والرأي الآخر تحت مظلة من الشعور بعدم الخشية من أية آراء مخالفة أو عقائد مغايرة, فليس هناك من يملك حق الادعاء بامتلاك الحقيقة وحده حتي يخول لنفسه حق إصدار الأحكام المسبقة وكأنها صفات ثبوتيه, ومن ثم تحدث الخلخلة المجتمعية في وطن صنع مجده وتاريخه علي ركائز وحدته الوطنية.
إن من الظلم لثورة الشعب المصري أن يسعي البعض لاختصارها في مشاهد متنوعة من الغضب والاحتجاج والاتهام والتشكيك بينما نحن بحاجة إلي حوارات رزينة وهادئة حول حقيقة التحديات التي تواجه هذا الوطن وكيفية التعامل معها بمنهج عقلاني يستند إلي كل أدوات المرونة والذكاء والانفتاح.
إن حق النقد والمساءلة بل والمراجعة لكل شئ قبل ثورة25 يناير أمر ضروري لم يقل أحد بالتراجع عنه, ولكن ذلك يجب أن يتم تحت رايات العدل والإنصاف التي لا تقبل بالتعميم ولا تسمح بالمغالطات أو خلط الأمور, فالذين انتفضوا طلبا للعدالة والحرية والتغيير يجب أن يكونوا ضد أية أحكام مسبقة تصدر تحت وطأة أساليب الهياج الصارخ والعواطف الغاضبة.
وفي اعتقادي أن التحدي الحقيقي الذي كشفته سلسلة من المحاولات الخبيثة لإثارة الفتن الطائفية في الآونة الأخيرة ينبغي أن يكون دافعا لليقظة والانتباه إلي أن مصر تحتاج إلي روح التعاون والأخوة الصادقة بين كل أطياف المجتمع لإفشال الرهان الرامي إلي ترسيخ عقدة الاشتباه والتشكك المجتمعي وتعميق مناخ الضغائن والظنون بين المسلمين والمسيحيين.
والمشهد الراهن يجبرنا علي ضرورة الاعتراف بأن هناك شيئا ما ينبغي التصدي له بكل حسم لإجهاض مخططات مريبة تستهدف إبقاء المجتمعات العربية مجتمعات مضطربة وقلقة تطحنها الصراعات وتستنزفها الخلافات!
lt;lt;lt;
خير الكلام:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
lt;lt; يا أهل مصر إنا أمة وسط... لم نعرف البغض بل عشنا مصلينا!