نواف الزرو

بينما يواصل الرئيس الامريكي اوباما خطة ونهج سابقه الرئيس بوش في الاعلان بان quot;بلاده لن تضعف ضد الارهاب.. وان المعركة لم تنته بعدquot;, يطل علينا رونالد نوبل, الأمين العام للشرطة الدولية quot;إنتربولquot;, من جديد ليحذر من quot;وقوع هجمات جديدة على غرار 11 أيلول ,2001 في الولايات المتحدة, بسبب الثغرات في حدود الاتحاد الأوروبيquot;, مضيفا في مقابلة مع صحيفة quot;إندبندنتquot; البريطانية quot;إن الفشل الفاضح من جميع البلدان الأوروبية تقريباً لتدقيق جوازات السفر بقاعدة بيانات دولية لوثائق السفر المفقودة والمسروقة, يترك القارة عرضة لهجوم إرهابي على غرار تفجير قطار مدريدquot;, موضحاquot;ان جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقريبًا, تفشل في القيام بهذه الإجراءات استنادا إلى قاعدة بيانات quot;الإنتربولquot; حول جوازات السفر المشبوهة, البالغ عددها 15 مليون جواز, مما سيسمح للإرهابيين المحتملين دخول أوروبا, وعبور حدود العديد من دولها, من دون أن يتم اكتشافهم- وكالات /2011-12-quot;.30

واذا ما علمنا بان نوبل انما يقصد العرب والمسلمين في هذا التحذير, فاننا نغدو عمليا امام اعادة انتاج لخطاب الارهاب وسبتمبر ...!

فهل هناك يا ترى اجندة جديدة وراء اعادة انتاج quot;الحرب على الارهابquot;...?!

وما الذي جد لديهم ليبرر ذلك...?!

هل هناك حروب قادمة - قريبة - وراء ذلك...?ّ

كل الاحتمالات واردة في هذا السياق, فهم عندما يستحضرون تفجيرات سبتمبر وخطابquot; الحرب على الارهابquot;, انما يستحضرونها للتغطية على اجندة حربية وتحضيرات عدوانية او عنصرية...!

وهم انما يستحضرونها لتضليل الرأي العام...!

فلم يكن خطابquot;الحرب على الإرهابquot;في اعقاب تفجيرات سبتمبر/2001 , سوى استعارة مضللة وظفتها الادارة الامريكية المحافظة حرفيا بغرض شن حروب تدميرية حقيقية على عدة جبهات شرق اوسطية اهمها العراق, وغزة, ولبنان وغيرها, وذلك بغية تحقيق اهداف استراتيجية مبيتة وخبيثة منها اخراج العراق العربي القوي من معادلات الصراع في المنطقة وخاصة في مواجهةquot;اسرائيلquot;, والسيطرة على النفط العراقي, وتغيير معادلات وموازين الشرق الاوسط , وتفكيك وتفتيت بعض الدول العربية لصالح الدولة الصهيونية, فشنت وسائل الإعلام الامريكية - الصهيونية حينئذ معا حملات اعلامية مركزة مبيتة تشوه حقيقة العرب والمسلمين, وتشوه حقيقة quot;الإسلام السياسي عربيا واسلامياquot;, وتحوله الىquot; ارهابquot;, وكذلك لعب الإعلام الغربي دوراً هائلاً في تشويه وتزييف الحقائق, وتحويل الحق إلى باطل والباطل إلى حق, والضحية إلى مجرم والمجرم إلى ضحية, وكشف النقاب في سياق ذلك عن مخطط شيطاني يرمي إلى تحويل العراق إلى قاعدة للقاعدة والإرهاب الدولي, كي تصبح مهمة بناء العراق مهمة صعبة وطويلة ومفتوحة في ظل التهديد الإرهابي المستمرquot; .

فأخذت الولايات المتحدة تتحول الى اضخم امبراطورية للكذب والخداع والارهاب وجرائم الحرب على وجه الكرة الارضية, وكان هناك دائما في المشهدquot;صهاينة ينظمون فريق التخطيط الأمريكي ومنهم هارولد رودو وولفويتز وبيرل وفيث وغيرهم, وهناك عملية quot; أسرلة للسياسة الأمريكية كما وثقت صحيفة هآرتس العبريةquot;.

فمنذ البدايات الاولى للتفجيرات, اعتبرت الإدارة الأمريكيةquot; الإعلام الحربيquot; سلاحاً استراتيجيا خطيراً, ولذلك حشدت طاقاتها ومؤسساتها الإعلامية كما حشدت جيشاً ضخماً من الإعلاميين الموالين, وتحولت ماكينة وأجهزة ولجان وهيئات البيت الأبيضquot;إلى مصنع للأكاذيب لصالح اسرائيلquot;, وحرصت الادارة الامريكية على اعادة انتاج خطاب الارهاب والحرب على القاعدة في كل مناسبة وفي كل ذكرى سنوية للتفجيرات.

وقد عادت المخابرات الامريكية الquot;اف.بي.ايquot;, بايام قليلة قبل حلول الذكرى العاشرة لتفجيرات سبتمبر/,2001 لانتاج خطاب الارهاب مرة اخرى, فحذرت من عمليات ارهابية ستقوم بها القاعدة في انحاء امريكا, بواسطة استئجار طائرات صغيرة لشحنها بالمتفجرات.

ووفقا لكل ذلك واستنادا الى جملة من الوثائق والشهادات فقط يمكننا ان نقرأ الاحداث المتسارعة في منطقتنا, ويمكننا ان نقرأ الاجندة الحقيقية التي وقفت وما تزال وراء تلك التفجيرات الارهابية التي نفذت في البرجين الامريكيين في الحادي عشر من سبتمبر/,2001 فالتداعيات الاستراتيجية الحقيقية للتفجيرات ولمسلسل الاغتيالات في المنطقة لا تصب في المحصلة الا في خدمة الأجندة الامريكية - الاسرائيلية.

وكذلك منذ البدايات الاولى للتفجيرات التي صدمت واذهلت العالم, وانذرت بحروب امريكية تدميرية ابادية في منطقتنا وضد دولنا وشعوبنا, انبرى عدد كبير من المحللين والباحثين الاستراتيجيين للتشكيك بالرواية الامريكية التي حملت الاسلام المسؤولية, وشرعت بعولمة الحرب على quot;القاعدةquot; والاسلام, وكذلك لم يكن عبثا تشكيك عدد من كبار المفكرين والباحثين الامريكان بالذات في الرواية الرسمية الأمريكية عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 ووصفوا تلك الرواية بmacr;quot;الزائفةquot; كما جاء في كتاب quot;الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكيةquot; الذي شارك في تأليفه 11 مؤلفا, وقال محررا الكتاب ديفد راي جريفين وبيتر ديل سكوتquot; أن اكتشاف زيف الرواية الرسمية بشأن أحداث 11 سبتمبر quot;يصبح أمرا غاية في الأهميةquot;.

تثبت المعطيات والوقائع حقيقة كبيرة ملموسة تتمثل في quot; ان الماكينة الإعلامية الغربية تسيطر عليها الى حد كبير اللوبيات اليهودية التي تتغلغل في وسائل الإعلام الغربية , وعلى وجه خاص في الولايات المتحدة , وهناك دراسات كثيرة ظهرت أبرزها كتاب quot; الخداع quot; لبول فندلي يتحدث فيه عن سيطرة quot;ايباكquot; داخل الولايات المتحدة وعن الهيمنة على الماكينة الإعلامية الخطيرة...!

وهكذا - وبينما نتابع تداعيات هذه quot;الاستعارة المضللة-الحرب على الارهابquot; على الامة العربية, نتابع في الوقت ذاته كيف تستطيع الدولة الصهيونية تجنيد الإعلام الغربي إلى حد كبير مذهل وراءها ووراء حملاتها الموجهة ضد quot; الإرهاب العربي quot; أو quot; الإرهاب الإسلامي quot; أو quot; الإرهاب الفلسطيني quot;اوquot;الارهاب اللبنانيquot;...!

ولكننا - نرى ان الإعلام الرسمي العربي يغيب الى حد كبير في هذا الإطار, ما يدفعنا للتساؤل حول أهم ملامح الدور الإعلامي العربي في التعاطي مع عملية الخلط المبرمجة ما بين مفاهيم ومضامين وأبعاد quot; الإرهاب quot; ?!.

خاصة ونحن مقبلون على مرحلة تحمل في احشائها جملة من التحديات الاستراتيجية المرعبة تتعلق بمستقبل الامة وخريطة العرب...!0