رمزي زقلمة

إن ما يتم علي أرض مصر اليوم من فوضي وصراعات أقرب إلي الدعارة السياسية، فكل فريق يريد أن يحقق الفوز مهما كان الثمن الذي يدفعه والثمن الذي ستدفعه مصر ولتذهب إلي الجحيم.. إن المرحلة القادمة ليست آخر المراحل بل هي أول الصراع علي حكم البلاد ونستطيع أن نستشف ذلك من تصريح أحد جهابذتهم.

إن دستورية ميدان التحرير وميادين أخري سوف تنتهي باجتماع مجلس النواب القادم ولتذهب حياة من استشهدوا وفقدوا نور أعينهم من الشباب الثوري هباء والذي قدم كل هذا قرباناً للحرية وحياة كريمة وقد أزاح بالديكتاتورية الشمولية ليحل مكانها ديكتاتورية دينية، إن هؤلاء الشباب سوف تأكلهم ثورتهم كما أتت كل الثورات علي أولادها، والسؤال الآن ماذا قدمت الفصائل الدينية من تضحيات ليفوزوا بمقاعد المجلس النيابي، بل الأدعي من ذلك أن انتماءهم لمصر أمر مشكوك فيه فهم وبكل صراحة ينتمون إلي حركة عالمية تدعو إلي قيام الدولة الإسلامية الكبري ويومها ستكون مصر إما مصر تابعة بعد تقسيمها الجغرافي المطروح، وإذا قرأنا التاريخ واستوعبنا أحداثه نجد أن مصر في لحظة يمكن أن تسترد وعيها وكرامتها، وقد استضافت يوماً أحد الخلفاء وقامت برده إلي عرشه، مصر يا سادة كانت أول إمبراطورية في العالم لأن شعبها يحمل جيناً مختلفاً توارثته الأجيال في حب مصر والانتماء لها، هذه هي الحقيقة التي أغفلتم استيعابها وهي أن مصر للمصريين ولن يحكمها أحد لا ينتمي لها وبالتالي فأنتم بأفكاركم وانتمائكم إلي حركة عالمية لن تستطيعوا السيطرة عليها وحكم هذه البلاد لأن لها عقيدتها المصرية الخالصة ووحدة أهلها والذي انفردت به الأجيال، لقد اغتصبتموها في غفلة من الزمان ولن تشتروها بأنابيب البوتاجاز والسكر والزيت مستغلين حاجتهم بعد 60 يومًا من الضياع والجفاف، إن ثورة 52 بدأت بانقلاب عسكري تحول إلي حركة مباركة ثم إلي ثورة لدعم دستورية الحكام، واليوم وبعد 60 عاماً تفعلون ما فعله السلف من انقلاب علي ثورة يناير ثم المطالبة في المشاركة في صنع القرار بدأت من 25٪ لتصل إلي 51٪، ثم تتشدقون بالأغلبية والأقلية، إن حقوق الإنسان لا ترتبط بالعدد، إن فرصة العمر أمامكم والشعب الأصيل يراقبكم لأنكم بجاهليتكم أغراب عنه ولا يعتبركم منتمين لهذا التراب المقدس بل يعتبركم مزحة من مزح التاريخ، إن مصر وعلي مر الزمان قد أبغضت المغتصبين لها من اليونان إلي روما إلي الأتراك بعد أن طرد أحمس الهكسوس، هذه هي طبيعة أهل البلاد وهي الصبر علي المآسي، وقد ذاق الذل والهوان على مر العصور حتى عبدالناصر وقيل إنهم انتحروه ثم اغتيال السادات واليوم محاكمة آخر ملوكها.
إن نصيحتي أن تقدموا برنامجكم السياسي والاقتصادي والتنموي والاستثماري والسياحي ثم الأمني وهو الأهم، ولا تتصوروا لحظة أن هذا الشعب سيستكين إلي شطحاتكم وأقول لأولادي ثوار يناير أين أنتم وقد سلمتم البلاد لغيركم علي طبق من ذهب؟
إن المرحلة القادمة والتي ستكون الفاصلة في انتخاب رئيس الجمهورية ولن يكون منكم، إن زهوكم وانتصاركم عن طريق الصناديق قد أعماكم ولم تنظروا إلا تحت أقدامكم، إن الفوضي الخلاقة التي نادت بها أمريكا يتم تنفيذها حالاً علي أيدكم.
أخي العزيز سوف تقول ماذا يريد أن يقوله هذا الكاتب. أرد قائلاً إن الفوضي التي نعيشها قد أثرت علي أفكاري فصارت هي الأخري فوضوية ويبقي شيء واحد هو وحدة نسيج مصر وأن الحكم العسكري أو الديكتاتوري أو الديني لم يحقق أي انتصار بل هزائم إلي شعوبهم.