وليد ابراهيم الأحمد

هكذا هي الوقاحة الديبلوماسية لمن يريد أن يتعلم أصولها عندما أعلنت ايران منفردة تطوير حقل (الدرة) الذي يقع ضمن المياه الاقليمية الكويتية مستغلة الصمت الكويتي - السعودي حول الحقل الذي توقف أكثر من خمسين عاما دون انتاج لاختلافهما على تقسيم الجرف القاري، فدست طهران أنفها في الجرف قبل ترسيمه ما بين الجارتين لتقول بأن لها حصة منه، وبالتالي أصبح لديها صك شرعي في استخراج الذهب الاسود كيفما شاءت بعيدا من (خرابيط) الاتفاقيات وطاولة المفاوضات التي أصبحت (ما توكل خبزا) طالما تخصيب اليورانيوم قائم يشم الهواء من أجل حماية منطقة الخليج (الفارسي) من الأخطار الخارجية وما تضمره دول الاستكبار العظمى من شر!
جمود الاتفاق الكويتي - السعودي وعدم وصولهما لصيغة مشتركة للبدء في تطوير الحقل جعل إيران تستغل الفرصة وتتحرك لسرقة الغاز عينك عينك من الموقع البحري الذي يقدر احتياطي الغاز فيه بنحو تريليون قدم مكعبة و300 مليون برميل نفطي!
يقول رئيس شركة نفط الجرف القاري الإيرانية محمود زيركجيان زاده ( اذا تم رفض ديبلوماسية إيران الإيجابية سنمضي قدما في جهودنا لتطوير الحقل من جانب واحد كما فعلنا في حقل هنجام المشترك مع سلطنة عمان)!
طهران تنظر اليوم لدولنا على انها دويلات متفرقة (لا تهش ولا تنش ولا تقدر تقول للذبابة كش)، وثقاب عود من اليورانيوم الذي تخصبه إذا ما أُلقي علينا فإنه سينهي كياناتنا السياسية بلمح البصر!
هذه النظرة الدونية لنا سياسيا وعسكريا تتطلب دعم الجهود العربية وقبلها الدولية لتقليم أظافر نظام الملالي هناك من خلال وقف الدمار الشامل الذي يقوم به النظام البعثي السوري ضد شعبه الأعزل والذي شاب رأس عدد من المراقبين الدوليين الذين دخلوا الاراضي السورية لما شاهدوه من جرائم بشعة يندى لها الجبين، الأمر الذي يتطلب اسقاط النظام الدموي هناك لتدرك طهران بأن يدها اليمنى فعلا قد قطعت!
المالكي يتحرك بمبادراته التعيسة لإنقاذ بشار الاسد ونصر الله يلطم بخطبه المعلبة دفاعا عن الظلم والمظلومين في مغارب الأرض ومشارقها (عدا سورية)!
وإيران تهددنا بالنووي وبإغلاق مضيق هرمز وتتصرف وكأنها شرطي المنطقة بعد ان شعرت بخطر ترنح النظام السوري حتى وصلت لحقولنا النفطية!
آه يا بشار متى تسقط لتريح شعبك فنستريح!