علي أحمد البغلي


أعلنت شرطة نيويورك الاثنين الماضي عن توقيف 68 ناشطاً من معارضي laquo;وول ستريتraquo; خلال استعداداتهم للتجمع في مانهاتن منتصف ليل السبت الماضي، وكان مئات من الناشطين في هذه الحركة دخلوا حديقة laquo;زوكوتيraquo; التي كانت موقع اعتصامهم قبل طردهم منها في نوفمبر الماضي، للاحتفال برأس السنة، لكن حوادث وقعت مع محاولة عدد من الناشطين ازالة الحواجز المعدنية التي وضعت حول الحديقة، وتدخلت الشرطة فوراً وجرت مواجهات مع الناشطين.. (انتهى).
والخبر المذكور يدل على انه حتى في أعرق الدول ديموقراطية وحريات مؤسسة على سوابق دستورية، لا تمشي الأمور بـ laquo;السبهللةraquo; والفوضى، فحرية التجمع والتظاهر مكفولة للجميع ولكن وفق القانون وبحدوده، وهذا هو الأمر الذي ثار عليه ولم يعجب laquo;ثوار المجلس المنحلraquo; ومن يسير خلفهم، هؤلاء الثوار لم يكتفوا بالتجمهر في ساحة الإرادة، بل حاولوا اقتحام منزل سمو رئيس الوزراء السابق، وعندما منعوا من ذلك توجهوا نحو المجلس واقتحموه عن طريق الكسر واستخدام العنف ضد رجال الحرس باستعمال العصيان الكهربائية، منتهكين حرمة القاعة الرئيسية لعقد جلسات المجلس، كل تلك الجرائم المشهودة، ويريدون ان نقول لهم عفا الله عما سلف! كل تلك الأعمال غير المبررة، ويستخدمون الارهاب الفكري لخصومهم ويطلقون عليهم التهم، لذلك نحذر رئيس المجلس الجديد المقبل، كأننا من يكون، من العبث بأوراق قضية اقتحام المجلس وتمييعها ومحاولة طمسها، لانه لا يملك هذا الحق، فصاحب الحق الاصلي في الادعاء هو الشعب الكويتي برمته، الذي صدم بمنظر نوابه وهم يهوسون مع الغوغاء والدهماء على طاولات المجلس الرئيسية وفي قاعته.
***
كتبت الأسبوع الماضي عن استعانة الرئيس الفرنسي ساركوزي بافراد من الجيش والشرطة ليحلوا محل افراد من شركات الأمن الفرنسية الذين أضربوا عن العمل في 5 مطارات فرنسية، لانهم يريدون تحسين ظروف عملهم ويطمعون في زيادة مرتباتهم بمقدار 200 يورو أي 80 ديناراً تقريباً فقط لا غير.. أحد القراء الكرام اتصل بي من فرنسا موضحاً، ان القانون الفرنسي يبيح للعمال حق الإضراب، كما يشاؤون، ولكن في الوقت نفسه لا تدفع لهم مرتباتهم عن أيام الإضراب، لأن مبدأ laquo;الأجر مقابل العملraquo; مطبق هناك بصرامة.. لك الحق أن تضرب وتشل الحياة والمرافق العامة، ولكنك لن تتلقى أي مرتبات عن أيام إضرابك، وهو حرمان مستحق يفترض بالعامل المضرب ان يعانيه، أملاً في أن تحقق مطالبه.. ونحن نتساءل هنا عن تطبيق هذه القاعدة القانونية المهمة laquo;الأجر مقابل العملraquo;، فموظفو حكومة دولة الكويت الرشيدة، اللي أغلبيتهم laquo;يعدون أياماً ويقبضون راتباًraquo;، هل يتم سداد مرتباتهم كاملة حتى لو أضربوا؟ أم يتم اقتطاع أجر أيام الإضراب إعمالاً لقاعدة الأجر مقابل العمل؟ لأن هذه القاعدة، إذا لم تطبق فسنقوم كلنا غدا بالمشاركة بالإضراب ومال البلاش ربحه بين!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.