مكرم محمد أحمد

لم يحدث أن اقتربت الأزمة الإيرانية من حافة الحرب, برغم توتراتها العديدة علي امتداد السنوات السابقة كما تقترب الآن!, بعد إعلان طهران عزمها علي غلق مضيق هورمز في وجه الملاحة الدولية, إذا نفذت واشنطن والاتحاد الأوروبي.


تهديداتهما بمنع وصول البترول الإيراني إلي الأسواق العالمية, الأمر الذي يمكن أن يهبط بحجم صادرات إيران البترولية إلي50 في المائة, وربما يؤدي إلي انهيار الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد في60 في المائة من موارده علي تصدير البترول, ويزيد من خطورة الموقف أن التحذير الإيراني من عودة السفن الحربية الأمريكية إلي مضيق هورمز يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن طهران يمكن أن تذهب إلي الحرب, برغم صعوبة حساب آثار هذه الحرب المتوقعة علي دول الخليج وبينها إيران!.
وإذا صحت التوقعات بأن طهران تقامر بورقة مضيق هورمز في لعبة خطرة, وأن الأمر كله لا يعدو أن يكون اختبارا قاسيا لإرادات متصادمة يمكن أن ترتد آثاره علي إيران, لأن ذهاب طهران إلي الحرب في ظل ظروفها الراهنة يكاد يكون أمرا مستحيلا, حيث يزداد الانقسام بين الحوزة الدينية الحاكمة وأنصار الإصلاح الاقتصادي, ويعاني الاقتصاد أزمة صعبة هبطت بقيمة الريال الإيراني في حدود40 في المائة ورفعت أسعار المواد الغذائية إلي ذراها, كما تعاني البلاد من انفصام حقيقي بين الحوزة الدينية الحاكمة التي تزداد ضعفا في ظل السيطرة المتزايدة للحرس الثوري, وبين أجيالها الجديدة التي تتوق إلي تغيير حقيقي وتنتظر انتفاضة ثانية إذا سقط الحكم السوري الحليف الوحيد لإيران, فضلا عن أن إيران لن تنجو من آثار إغلاق مضيق هورمز الذي يعني وقف الاستيراد والتصدير بالنسبة لإيران بالكامل, والأخطر من ذلك كله أن غلق المضيق سوف يهييء أسبابا مباشرة لقيام تحالف دولي يضم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وعددا من دول الغرب, لن يسمح بخروج إيران منتصرة في هذه الأزمة الصعبة!, بينما تؤكد بريطانيا وأمريكا في مناورات عسكرية مشتركة واسعة وتحرص كل الأطراف علي فرد عضلاتها في نوع من استعراض القوة, لا يشير إلي بادرة أو مخرج صحيح من هذه الأزمة الصعبة.