فواز العجمي

رغم إدراكنا وعلمنا بأن الإعلام الغربي لم ينصفنا ولم يساعدنا ولم يقف إلى جانب حقوقنا العربية والإسلامية، خاصة في صراعنا مع العدو الصهيوني، حيث نجده دائماً منحازاً إلى جانب العدو، إلا أنني أسجل لهذا الإعلام ما تناوله أمس عندما أفرد على صفحات صحفه تلك الجريمة القذرة والبشعة واللا إنسانية واللا أخلاقية ونقل للقارئ والمشاهد صورة أولئك الجنود الأمريكيين وهم quot;يبولونquot; على جثث شهداء من طالبان أفغانستان واستنكر وأدان هذا الإعلام الغربي تلك الجريمة اللا أخلاقية بأشد وأقسى العبارات.. بينما إعلامنا العربي والإسلامي لم يتطرق إلى هذه الجريمة إلا في زوايا خجول ومقتضبة بل إن أغلب هذا الإعلام تجاهل تلك الجريمة.
هذه الجريمة النكراء التي قام بها الجنود الأمريكيون ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة فقد سبقتها جرائم سجن أبوغريب عند احتلال وغزو العراق، تلك الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية من اغتصاب وقتل وسحل وإذلال وإهانة وكلها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لكن هذه الجرائم لم يحاسب عليها من قاموا بها بل إن بعض الأحكام التي صدرت بحق المجرمين لا تتناسب وتلك الفظائع والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي حالها كحال تلك الجريمة في غزو واحتلال العراق بدون سند قانوني أو أخلاقي أو إنساني حيث قتل الجنود الأمريكيون ومعهم البريطانيون حوالي مليون ونصف المليون من أبناء الشعب العراقي وشردوا حوالي ستة ملايين آخرين.. وها هم مجرمو هذه الحرب يسرحون ويمرحون بل أن أحدهم وهو المجرم توني بلير تم تعيينه رئيساً للجنة الرباعية التي من المفترض أن تبحث عن السلام بيننا وبين العدو وهو مجرم ملطخة يداه بدماء الشعب العراقي ومعه المجرم جورج بوش الابن.
فإذا كان قادة هؤلاء الجنود يقترفون مثل هذه الجرائم ولا يحاسبون فليس غريباً على بعض الجنود أن يرتكبوا مثل هذه الجرائم ومنها جريمة quot;التبولquot; على جثث شهداء طالبان.
هذه العقلية الإجرامية وهذا الكُره لكل ما هو عربي ومسلم في نفوس بعض الجنود الأمريكيين أو البريطانيين أو الفرنسيين أو بعض أفراد شعب هذه الدول لم يأت من فراغ بل أنه جاء نتيجة تربية إعلامية قام ويقوم بها الصهاينة ومن يتحالف معهم وهنا استشهد بإعلان تليفزيوني أمريكي بثته قناة فضائية أمريكية وهذا الإعلان يصور دعاية لنوع من أنواع الصابون حيث يحضرون رجلاً يرتدي لباساً عربياً قذراً وتحمله فتاتان جميلتان وتدفعان به إلى حوض الحمام وتقومان بغسله بالصابون ثم تخرجانه قذراً مرة أخرى وتحاولان مرة أخرى ثم يخرج قذراً.. ثم تقولان.. إن نوع صابوننا ينظف أقذر الملابس وأقذر النساء والرجال.. لكن العيب ليس في نوعية وفعالية هذا الصابون.. بل بهذا العربي.. لأن العربي يبقى قذراً.
هكذا يحاربنا الإعلام الغربي-الصهيوني، وهكذا يتفنن جنود الغرب بإهانتنا.. وهكذا يرتكبون الجرائم بحقنا.. ونحن نقبل هذه الإهانات وهذه الجرائم.. فمتى نرد الصاع صاعين.. ومتى نقول لهؤلاء إن لحمنا مر.. وكرامتنا مقدسة.. لكي لا يقترفوا بحقنا جرائم أخرى.. وحتى لا يبولوا علينا مرة أخرى؟!