الوطن السعودية

{ غيبت الأحداث المتسارعة التي أفرزها الربيع العربي الكثير من القضايا عن ساحة التداول، مع كون جذورها تمتد عميقا في حركة التاريخ العربي في الماضي والحاضر والمستقبل.
القضية الفلسطينية، تبقى أم القضايا، رغم الدخان المتصاعد من حولها، وإن تراجع الاهتمام الإعلامي بما يجري من حولها، وربما - إذا كنا نؤمن بنظرية المؤامرة - فإن كل ما يجري من حولنا هو للتعمية، عما يجري داخل الاجتماعات المغلقة بين واشنطن وتل أبيب، لاستخراج ما يشبه الحل لأزمة فاق عمرها الستين عاما.
ما يظهر على سطح الواقع، أن لا اتفاق حتى الآن للدفع بعملية التسوية إلى الأمام، وأن ما يجري من لقاءات في عمان بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لا يرقى إلى ما يطمح إليه الفلسطينيون، فالمناورات الإسرائيلية مكشوفة، ولا يمكن أن تمر، لا على المفاوض الفلسطيني ولا على الشعب الفلسطيني، والدفع بالتمييع من قبل المفاوض الإسرائيلي؛ مرتبط باستحقاقات يأتي في مقدمتها الانتخابات الرئاسية الأميركية التي انطلقت منذ بداية العام الجاري ولن تنتهي قبل نوفمبر المقبل.
يراهن الإسرائيليون على الانشغال الأميركي بالاستحقاق الرئاسي، فيمعنون في مشروعاتهم الاستيطانية في الضفة الغربية، وفي عملية تهويد القدس، وسيصعدون في المرحلة المقبلة عمليات الطرد من أراضي الـ48 تمهيدا لإعلان الدولة اليهودية، وهو الحلم الذي يراود القادة الصهاينة منذ إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قيام دولة فلسطين القابلة للحياة، وفي ذلك مراهنة يمينية إسرائيلية على عودة الجناح المحافظ في الولايات المتحدة إلى الحكم.
ستكون مرحلة ما بعد الانتخابات الأميركية مرحلة مليئة بالمفاجآت، أما المرحلة من الآن وحتى الاستحقاق الانتخابي فستكون مليئة بالمناورات الإسرائيلية، فيما الفلسطينيون يلتهون بخلافاتهم المرشحة للتصاعد.