عبدالله بن بخيت

لن يحسد أحد الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ على المهام التي تنتظره لكن الإرادة الملكية ستكون عوناً له وسينجح بإذن الله.

حسب وجهة نظري لا تعاني الهيئة من خلل إداري. ولا تعاني من مشكلة تدريبية أو نقص في المهارات. الهيئة إداريا جيدة من جهة، وسيئة من جهة أخرى كبقية الإدارات الحكومية المختلفة.

مازلت أستغرب من الحماس الذي يتملك البعض لتدريب رجال الهيئة على حسن التعامل مع المواطنين. لم نسمع هذه المطالب مع رجال الشرطة أو رجال الأمن العام أو الجوازات أو الأحوال المدنية أو حتى سائقي التكاسي. هي مهارة مطلوبة، لا شك، ولكنها ليست المهارة المفقودة في الهيئة دون غيرها من الإدارات الأخرى. لماذا الهيئة هي الجهاز الوحيد الذي يرى البعض أن رجاله في حاجة إلى تدريب على التعامل مع الناس، بينما الواقع يقول إن رجال الهيئة مثلهم مثل كل الرجال في المملكة وأعمارهم في حدود السن القانونية لتحمل المسؤوليات ويؤكد كثير من قياداتها أن معظم العاملين فيها من حملة الشهادات الجامعية مضافا إلى ذلك أن عددهم بالآلاف؟ لماذا هذه الآلاف التي اختارت العمل في الهيئة هي الآلاف الوحيدة من بين ملايين مواطني المملكة العربية السعودية الذين يفتقرون إلى حسن التعامل مع الناس؟!

وللجواب على هذا السؤال نحتاج إلى إجابة عن أسئلة أخرى. يواجه جهاز المرور على سبيل المثال حملة ناقدة شديدة في الإعلام ومع ذلك لم نقرأ أو نشاهد من يدافع عن هذا الجهاز، ولم تتوتر العلاقة بين القائمين على جهاز المرور، والإعلاميين. نفس الشيء يمضي على الأجهزة الحكومية الأخرى. المالية والكهربا ومصلحة المياه الخ.

كل جهاز حكومي يتصل بالجمهور يواجه حملة إعلامية شديدة حتى إن بعض هذه الحملات يشتبه أنه مغرض ومع ذلك لم ينبر أي من الناس للدفاع عنها. لماذا يوجد كتلة من الناس تدافع عن الهيئة بشكل مستميت مع إقرار الجميع أن الهيئة جهاز حكومي مثله مثل الأجهزة الأخرى؟

الشيء الثاني الذي يساعد على الجواب مسألة المتعاونين. رغم النقص في المرور وفي الدفاع المدني وفي مكافحة المخدرات وهذا الأخير (المخدرات) يقف على أخطر ثقب يهدد كيان المملكة الاجتماعي ومع ذلك لم نسمع أن هناك جيشاً من المتعاونين يمدون له يد العون ويتبرعون للعمل معه لوجه الله. إذا كان هدف هؤلاء المتعاونين مع الهيئة هو حماية الفضيلة فالعمل مع جهاز مكافحة المخدرات هو أعظم الفضائل.

لايمكن لعاقل أن يقيس الضرر الذي يحدثه مهرب المخدرات أو مروجها بالضرر الافتراضي الذي تحدثه امرأة خرجت بعباءة مزركشة، أو أكلت في مطعم بدون محرم. كل جهاز إداري في العالم له وجود موضوعي على الأرض بينما جهاز الهيئة غير منفصل عن عاطفة وتفكير القائمين عليه ونظرتهم الشخصية للحياة.

معالي الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز مقدر عليه العمل في منطقة أخرى لا علاقة لها بالتدريب والتطوير، وبعيدة كل البعد عن المسائل الإدارية إذا مسها الشيخ لا شك سيفرد له التاريخ واحدة من صفحاته المعطرة بالمجد..