عبد المنعم سعيد

على مدي عام كامل بعد ثورة يناير ظهر مذهب الشرعية الثورية الذي يعني أن تنصب المشانق أو يطلق الرصاص علي متهمين حسب ما تقرر الجماهيرسrlm;.rlm;


عنهم بحرقة كبيرة وحماس دائم, وكان منهم من عاش عصر حمزة البسيوني ومحاكم ثورة يوليو التي قامت علي الشرعية الثورية وقتلت عبد القادر عودة وشهدي عطية وغيرهم من المناضلين. وبعد أن انفض سامر الشرعية الثورية بهزيمة يونيو1967 كان هؤلاء هم أول من ظهرت ديمقراطيته فجأة وبكوا علي أن ثورة يوليو كانت من العظمة أنها لم يكن لها سوي خطيئة وحيدة هي غياب القانون والديمقراطية.
ولكن الطبع يغلب التطبع في العادة, وما أن جاء عصر ثورة يناير حتي كانوا أول المطالبين بعودة الشرعية الثورية التي تمنع الغول من الوصول إلي البرلمان, وتقوم بإعدام من شاء لهم إعدامه بعيدا عن القانون والأدلة والبراهين وحقوق الدفاع والمتهم والمجتمع. ولكن بعد عام من الثورة يجتمع اليوم مجلس الشعب المنتخب انتخابا شرعيا ممثلا للأمة ونظمها وقوانينها. قد لا يعجب بعضنا من فاز, ولكن ذلك كان حكم الشعب وصناديق الانتخابات; وقد يري البعض الآخر أن النظام الانتخابي فيه عوار, ولكن ذلك هو مهمة ممثلي الشعب المنتخبين; وقد يري البعض الثالث أن جنود الثورة- سواء كانت ثورة يناير أو يوليو- لم يحصلوا علي الكثير, فربما حانت الساعة لكي يبحث هؤلاء لماذا لم يصوت الشعب لهم في انتخابات كان لديهم فيها مال وأجهزة إعلام واحتلال ميادين وشوارع.
اليوم هو يوم ثورة الشرعية في مصر بعد عام كان الضغط هائلا من أجل أن تدوسها الأقدام. والشرعية هي الدولة التي عاشت لآلاف السنين وظلت الرابط بين المصريين في كيان متميز لعب دورا في تاريخ العالم والمنطقة ولديه الفرصة الآن أن يكون ذلك هو واقع المستقبل وليس حديث الماضي. الخطر الذي ما بعده خطر علي الشرعية المدنية لا يأتي من الأحزاب التي فازت كما تحاول جماعات سياسية أن تلوي الحقائق الظاهرة لكل من يري, ولكن من دعاة الفوضي الذين يريدون فرض ديكتاتورية جديدة لا تنبع من قصور الحكم ولكن من الشوارع والميادين.
لكل هؤلاء الذين يجتمعون اليوم تحت قبة البرلمان لهم التهنئة والتحية ليس علي ما مضي من نجاح في الانتخابات العامة, ولكن علي المهمة التي سوف يتصدون لها وهي عظيمة وهائلة وثقيلة ثقل جبال مصر وأراضيها. شمروا السواعد وابدءوا البناء.