محمد صالح المسفر


(1) لم اكن سعيدا قط عندما رأيت حاكما عربيا يقتل من قبل شعبه ويتقاسم المقهورون منه تقطيع اطرافه واردافه وهو حي ويتناثر ابناؤه في عواصم العالم خائفين يترقبون كيف ستكون نهايتهم، لم اكن سعيدا عندما رأيت زعيما عربيا مشنوقا يوم العيد، هذا الزعيم قدم لامته ولشعبه الكثير والكثير جدا وحاول ان يبني لامته مجدا ومكانا بين الامم ذلك هو الشهيد صدام حسين الذي شنق من قبل اهل الحقد ولا اريد ان ارسم المشهد وهو يسير بخطوات ثابتة نحو المشنقة والحاقدون من حوله يرقصون وكان رده رحمه الله وغفر له 'هذه مرجلة ؟ !!' يا ابناء الخيانة.
( 2 )
لم اكن سعيدا بالنهاية التي انتهى اليها الرئيس علي عبد الله صالح، انه خرج من اليمن مطرودا من الشعب وحصل على حصانته وذريته واتباعه من اي ملاحقة قضائية او مساءلة سياسية عن ما فعل باهل اليمن وممتلكاتهم وسمعتهم، الحصانة التي حصل عليها جاءت من اطراف ليست من الشعب اليمني الذي حكمه اكثر من ثلاثين عاما، كان بامكانه ان يترجل عن كرسي السلطة والعظمة لصالح شعبه وامته العربية وحقنا للدماء التي نثرت على ارض اليمن العزيز وينال العزة والكرامة من شعبه ومن جميع ابناء الامة العربية. مثله في ذلك الرئيس السوداني سوار الذهب، الرئيس علي عبد الله صالح لا شك بانه اعطى لليمن في مرحلة من مراحل تاريخ اليمن الحديث لا يمكن ان ننساها وأهمها عندي الوحدة بين شطري اليمن والقبول بتكوين الاحزاب السياسية، واستطاع في لحظة تاريخية ان يجعل الانسان اليمني يقف في طوابير منتظمة ليدلي كل بصوته في انتخابات عامة.
بعد كل تلك الانجازات نسي نفسه وراح يؤلب النعرات الطائفية والقبيلية ليسود واستعان بكل قوى الشر من داخل الحدود ومن خارجها عربيا ودوليا لتثبيت مكانته واسرته في قمة هرم السلطة اليمنية. جعل ارض الجنوب اليمني ارضا مشاعا قسمها بين اعوانه واتباعه من اهل الشمال وبعض ذوي الحظوة من اهل الجنوب وهم قلة. لم يبن دولة بمدلولها العلمي والسياسي في اليمن وكان هذا احد اكبر الجرائم التي ارتكبها الرئيس علي عبد الله صالح طوال فترة حكمه كانت نهايته نهاية الطاغية خرج مطرودا، حتى امريكا والتي تعتبر حليفته ابان قوته لم تسمح له بالوصول اليها حتى لتلقي العلاج الا عبر دولة اخرى فكانت مسقط، ولم تقبل به الا بعد ان ضمنت له مكانا يعود اليه وليس للبقاء في امريكا بعد علاجه. انه حاله اشبه بحال شاه ايران عندما خلعته الثورة الايرانية. في لحظة ضعف لا يشعر به الا هو واهله راح يستجدي الصفح عنه عن ما فعل باليمن، راح يستجدي العفو من الشعب الايمني عن ظلمه وطغيانه وقهرهم وتبذير المال العام لصالح سلطته وسلطانه.
(3 )
حبي لسورية الحبيبة لا انكره، وخوفي عليها لا حدود له ولست راغبا ولا محبا ان ارى قيادات سورية كبيرة في هذا الزمن تمتد الى اجسادهم سكاكين الثائرين تقطع لحومهم وهم احياء كما تفعل شبيحة الحكم القائم اليوم ببعض افراد الشعب السوري العظيم كما نرى بام اعيننا على شاشات التلفزة العربية والدولية.
الجامعة العربية تحاول انقاذ ما يمكن انقاذه في سورية، لكن مع الاسف الشديد محاولات ضعيفة فالمراقبون العرب الذين ارسلوا الى سورية لمراقبة ما تقوم به الحكومة السورية معظمهم كبار في السن لا قوة لهم على الحركة كما قال الجنرال محمد الدابي، والبعض الاخر جاء ليحصل على عائد مالي كبير لانه في مهمة في ميادين قتال، والبعض منهم اراد قضاء اجازة في فندق الشيراتون في دمشق معززا مكرما، وانسحب اكثر من عشرين مراقبا عادوا الى بلادهم احتجاجا على قيادتهم وعلى الحكومة السورية.
في الاجتماع الوزاري للجامعة يوم 21 /1 صدر قرار اهم بنوده وقف اعمال العنف، الافراج عن المعتقلين وسحب كل المظاهر المسلحة العسكرية والامنية من المدن والقرى، وجاء في روح القرار ونصوصه مبادرة تحاكي النموذج اليمني اي مطالبة الرئيس بتسليم السلطة الى نائبة الاول، وتشكيل حكومة انتقال وطنية، بكلام اخر مبادرة معدلة لتجاوز الاخطاء التي تم ارتكابها في صياغة النموذج اليمني.
ما اريد رؤيته اليوم في سورية الحبيبة هو ان تدرك القيادة السورية الراهنة انها مستهدفة من قبل الشعب لان هذه القيادة لم تقدم للشعب ما يستحقه في الحياه الحرة الكريمة خلال اربعين عاما مضت. لقد ان الاوان لهذه القيادة ان تنقذ سورية الحبيبة وشعبها من ان تعبث بها القوى التي لا تريد لسورية العزة والكرامة والحرية والازدهار.