خالد الفرم

يرى جوليان أسانج، مؤسس موقع التسريبات السياسية (ويكليكس) أن الوثائق السياسية المسربة أسهمت في الانتفاضة الشعبية في الشرق الأوسط، والإطاحة ببعض الأنظمة، إذ اقتنعت الأنظمة السلطوية بأنها لا تستطيع التعويل على الدعم الأمريكي إذا استخدمت القوة العسكرية ضد المحتجين، ومشيرا أمام المئات في اتحاد طلاب جامعة كمبريدج إلى أن نشر الوثائق جعل من الصعب على الغرب الاستمرار في دعم الأنظمة السياسية، مستشهدا بالبرقيات الخاصة بتونس المتضمنة laquo;أنه إذا وصل الأمر أمام الولايات المتحدة إلى صدام بين الجيش وبن علي فعلى الأرجح ستؤيد الولايات المتحدة الجيشraquo; وبأن البرقيات المتعلقة بمدير المخابرات ونائب الرئيس السابق في مصر عمر سليمان حالت دون دعم الولايات المتحدة له كخليفة لمبارك.
وهذا التصريح غير دقيق، فالمحركات الرئيسية للثورات العربية؛ هي محركات داخلية بحتة، نتيجة الإهمال السياسي، الذي فاقم من الفساد، والاستبداد، والتهميش الاجتماعي، والتراجع الاقتصادي، مما وحد الشارع في مشتركات البطالة والفقر والتهميش والغبن الاجتماعي، فانفجر مع أول شرارة تبحث عن واقع بديل.
وقد يكون محتوى بعض الوثائق السرية، التي تم تسريبها عبر موقع ويكليكس، قد أعطى مؤشرات لبعض القيادات السياسية حيال المواقف المتوقعة للولايات المتحدة الأمريكية حيال الأحداث الجارية، وفي الوقت ذاته؛ منح صناع القرار الأمريكي مؤشرات عن الصورة الذهنية لبعض القيادات السياسية لدى الرأي العام في مصر وتونس، مما أسهم في بلورة بعض المواقف حيالها.
وهذا التصريح، يفتح ملف laquo;ويكليكسraquo; إذ بالرغم من أهمية المعلومات التي تم تسريبها، وأطاحت بقيادات سياسية وإعلامية، إلا أن السؤال المحير هنا، هو حقيقة التسريب العمدي، ودرجة الانتقائية والحذف في تسريب الوثائق، ومدى التوظيف السياسي لمحتوى الوثائق المسربة، هذا إذا سلمنا بأن تسريب 250 ألف وثيقة سياسية أمريكية، مصنفة بدرجة سري للغاية، تم دون قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على حظر نشرها.