بعد عملها الاولى مع اسامة الرحباني

بيروت ـ زهرة مرعي

بعد استعداد طويل صدرت للفنانة هبة طوجي اسطوانة 'لا بداية ولا نهاية' مع أسامة الرحباني. هو عمل فني فيه الكثير من المفاجآت بالنسبة لفنانة ترسم خطواتها الأولى.
تطمح هبة طوجي لتحقيق حضورها الفني الذي تصر على أنها بدأته راقياً ومن المسرح الرحباني. وعلى هذا المسرح ظهرت شعلة فن، من غناء وتمثيل وإخراج، إنما يبقى عشق الغناء بدون منافس.
مع هبة طوجي كان هذا الحوار:

' 'لا بداية ولا نهاية' عنوان أسطوانتك فهل ترين فيه لا بداية ولا نهاية لمشوارك الفني؟
' حلم الاستمرارية يرافقني. للحياة بدايات ونهايات أكيد. في اعتباري ليس للموسيقى والفن نهاية، ولهذا هدفي هو التواصل الدائم مع الفن.
' وهل في ذلك أيضاً 'لا نهاية' في التعاون مع أسامة الرحباني؟
' هذا أمر أكيد وآمل أن يكون تعاوناً دائماً بإذن الله.
' وإن اكتشف أسامة الرحباني صوتاً جديداً جميلاً وتبناه فماذا يقول لك ذلك؟
' هو لا يبخل بالنصيحة على أي صوت يسمعه. كل من لديه موهبة يجب أن تكون لديه فرصة الوصول إلى الجمهور. أثق بالمكان الذي أقف فيه، ولن يحتل إنسان مكان آخر. كل إنسان سيكون له حقه. علاقتي بأسامة تمتد لأكثر من التعاون في أسطوانة. بيننا عمل وتفاهمات فنية مشتركة. نحن نعمل معاً منذ خمس سنوات. أحلامنا المشتركة واسعة جداً وكبيرة ولا خوف على تعاوننا واستمرارنا.
' وضع أسامة الرحباني بصوتك آمالاً ليس لها حدود فهل يقلقك هذا أم يفرحك؟
' أولاً هو مصدر فرح . ولا شك بأن أسامة مصدر قلق سببه الاجتهاد في أن أكون على الدوام عند حسن ظنه كونه آمن بي، وهذا ما يتطلب مني عملا واجتهاداً يومياً في سبيل بلورة موهبتي. وهذا الاجتهاد اليومي يتمثل بالتعلم وتثقيف الذات. يسعدني جداً أن شخصاً مثل أسامة الرحباني يحمل كل هذا الإيمان بموهبتي.
' ما نلحظه في الوسط الفني أن ما من تعاون يستمر للأبد، وحتى أسامة تمنى التعاون معك طويلاً. فهل ترد في خيالك لحظة وقف التعاون؟
' الوارد في خيالي أن نستمر معاً لزمن طويل انطلاقاً من عنوان 'لا بداية ولا نهاية'. وليس ضرورياً أن تتشابه التجارب مع بعضها، وإن لم تتواصل تلك التجارب ليس شرطاً أن تكون علاقتي الفنية بأسامة الرحباني مماثلة. فكل تجربة لها مقوماتها وخصوصيتها التي لا تشبه غيرها. نحن نأمل بالاستمرار لزمن طويل.
' أليس لديك طموح لأن تغني من ألحان مبدعين آخرين؟
' أبداً. أشعر حين أغني من تأليف أسامة الرحباني بأنني اتحدى ذاتي. هذا يضاف إلى أهمية أسامة في أبراز موهبة من يغني له وبشكل رائع. وهو يعرف تماماً استغلال كامل طاقات صوتي. يساعدني ويدفعني لتحدي نفسي نحو الأفضل. كما أن الموسيقى التي يؤلفها أسامة لا تشبه غيرها مطلقاً. وهي من أقرب الموسيقى إلى ذوقي، وهي التي كنت أحلم على الدوام بغنائها. كنت أحلم بتلك الأنغام التي تمزج بين الجاز والشرقي وأنماط أخرى من الموسيقى. كذلك طريقة استعمال الأداء الصوتي التي تشغل أسامة ويوليها اهتمامه الكبير.
' لكنك لم تكوني أمام اختبار مع موسيقى سواه؟
' يشعر الإنسان بما يريد، ويشعر بالأفضل الذي يدفعه للأمام. في بعض مسرحيات الرحبانة غنيت من ألحان غدي الرحباني. إنما هذه الأسطوانة تحديداً هي لأسامة الرحباني، حيث قررنا أن نكون معا فقط، وهو تعاون مستمر.
' شبّه أسامة الرحباني قوة صوتك بصوت ماريا كاري فهل يفتح ذلك شهيتك نحو العالمية؟
' كل فنان يطمح ليكون عالمياً. إنما هي ليست هاجسي. أن أكون مقبولة من أبناء وطني الصغير لبنان ومن أبناء الوطن العربي الكبير فهذا يعني أني وصلت. وهذا يشكل بالنسبة لي اكتفاءً كبيراً والعالمية ليست هاجسي وإن كانت حلماً.
' 12 أغنية في 'لا بداية ولا نهاية' أيها الأقرب إلى قلبك؟ وبأيها تدندنين؟
' أحب جميع الأغنيات. كل واحدة منها لا تشبه الاخرى، ولكل منها كاراكتير خاص بها. نحن على تماس مع موضوع الثورة، وموضوع الاجتماع، وكذلك الموضوع العاطفي. ما من أغنية فيها شبه مع الأخرى لا مضموناً ولا شكلاً. إنما الأغنية الأكثر تأثيراً بي هي لا بداية ولا نهاية لأنها للكبير الأستاذ منصور الرحباني، وشرف كبير لي أن أغني من شعره.
' ما هي الميزة التي لشعر منصور الرحباني والأخرى التي لشعر غدي الذي كتب عشراً من اثنتي عشرة أغنية؟
' الروح واحدة، فغدي نشأ في مدرسة منصور الرحباني وهو ابنه. ربما موضوعات غدي واقعية ومعاصرة. كذلك هناك ميزة خاصة لأغنياته العاطفية وما تكتنزه من صور شعرية. أما الأستاذ منصور فهو فوق المقارنة بأي كان، هو معلم الجميع، وهو المارد الأكبر.
' كصبية كم تتوافقين مع غدي الرحباني في مواقفه وأفكاره الإنسانية والاجتماعية المتقدمة التي يعبر عنها في نصه الغنائي؟
' غدي الرحباني يعالج موضوعات إنسانية ويناقش الظلم والحرية. وجميعها عناوين نتفق عليها كبشر. وأنا كمغنية أهتم كثيراً بغناء وجع الإنسان وحريته والظلم الذي يلاقيه بغض النظر عن الزمان والمكان.
' الحلم بالشهرة حق مشروع لكل فنان. فكيف ترسمين إطار هذا الحلم في مسيرتك؟
' الشهرة جميلة. ولا يجب أن تكون الحافز لعملنا، بل يجب أن تكون النتيجة للفن الذي نقدمه والذي يحظى بحب واحترام الناس. لكن لا يجب أن تكون هي الهدف الذي نطمح إليه.
' على سبيل المثال هل تغارين من نجومية نانسي عجرم، كارول سماحة أو إليسا؟
' لكل من الفنانات اللواتي سميتهنّ نجوميتها الخاصة، وكل منهن مميزة وفريدة من نوعها. كذلك أنا مميزة ولا أشبه أحداً. لكل فنان خصوصيته، والجميع يقدم فناً محترماً. في موضوع النجومية ليس هي الاكتفاء الذي أبحث عنه، بل أبحث عن مستوى فني يحقق بحد ذاته النجومية. لقد عملت على خشبة المسرح الرحباني، وكنت مع أسماء كبيرة جداً في الفن.
' وهل ستبقين مطربة وممثلة المسرح الرحباني؟
' أكيد. المسرح شغف بالنسبة لي وقيمة فنية كبيرة جداً.
' لفت المشاهدين إخراجك لأغنياتك فهل ستحترفين الإخراج؟
' التمثيل والإخراج هما اختصاصي الجامعي. وقد أعطاني أسامة فرصة إخراج الفيديو كليب الخاص بي. الإخراج احتراف وعلم. ولم يصادف أن تعاملت مع الموضوع كمهنة. لكني أحس وأشعر بأغنياتي وأتفاعل معها وأخرجها. التعاون مع آخرين في الإخراج يعود لموضوع الأغنية وكلماتها وإحساسي حيالها.
' هل تشغلك السينما بعد النجاح في التمثيل والغناء والرقص؟
' كل من يدرس الإخراج تبقى السينما حلمه الأكبر. نحن نتنفس من خلال الفيديو كليب لحين وصول الحلم الأكبر وهو الموسيقى.
' أنت في بداية العشرينيات وهو عمر الاستعجال فماذا تستعجلين؟
' عملي يدفعني للهدوء والتفكير بروية لهذا ليس لي بالاستعجال ولا حرق المراحل. كل عمل أقوم به أعطيه وقته كاملاً. هذا العمل يحتاج للنفس الطويل والتخطيط. في شخصيتي صبر كبير.