أحمد عدنان

القرار الذي أعلنه سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، حول سحب المراقبين السعوديين في سوريا quot;كي لا نكون شهود زورquot;، أقل ما يمكن وصفه به، أنه قرار صائب.

في جهة أخرى، أكدت قطر على مطلبها بإرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف آلة القتل اليومي هناك، وهددت بالتصعيد إلى مجلس الأمن إذا استمرت دمشق في تملصها من القرارات العربية.

وفي السياق نفسه، طالبت الجامعة العربية، الرئيس في سوريا بتفويض صلاحياته إلى نائبه فاروق الشرع ndash; تمهيدا لانتخابات حرة وعادلة ndash; بالتوازي مع تشكيل حكومة ائتلافية خلال شهر.

هذه التطورات ما تزال ناقصة!. الرئيس السوري لا يمكن أن يستجيب إلا للغة القوة في ظل ارتمائه في أحضان طهران وتمسحه بفرو الدب الروسي.

المطلوب من السعودية وقطر، طرح مباحثات جادة مع موسكو لمعالجة غيرتها السمجة على حزب البعث. إبان الغزو العراقي للكويت، كان الاتحاد السوفيتي مناصرا لصدام حسين، واستطاعت المملكة معالجة الموقف بمليار دولار لتصبح موسكو رأس حربة في وجه سفاح العراق!. السؤال: هل يمكن تكرار السيناريو مع سفاح دمشق؟!. ربما لا تكون روسيا بحاجة إلى المال بقدر حاجتها إلى تأمين وضمان نفوذ استرتيجي في سوريا الجديدة. وحين يعالج الملف الروسي يمكن ndash; بسهولة ndash; الانتقال إلى لمعالجة أي عقبة صينية محتملة، خصوصا وأن الصين لن تضحي بمصالحها النفطية مع دول مجلس التعاون.

على صعيد طهران، فإن الحوار الحاد معها، عبر العقوبات الدولية عليها وتهديدها بإغلاق مضيق هرمز، وكل تداعيات ذلك خلال الايام الماضية ndash; والقادمة ndash; يعكس تقهقرا إيرانيا في المنطقة. إيران لن تجرؤ على إغلاق مضيق هرمز، لأنها تعلم أنها لو تعرضت لأي ضربة عسكرية فإنها مضطرة للاستعانة بملاءة دول الخليج المالية لإعادة الإعمار، كما أن إغلاقها للمضيق يعني ndash; ببساطة ndash; دفع المجتمع الدولي إلى خيار تغيير النظام في طهران بدلا من تهذيبه، خصوصا في ظل الأزمة الشرعية والشعبية ndash; الحقيقية ndash; يعانيها نظام الملالي. تحريك إيران لـ (حماس) في فلسطين لن يضر إلا حماس، وتحريكها لـ (حزب الله) في لبنان سيشعل حربا أهلية تهلك (حزب الله) وحده.

لقد وصلت الطرق إلى الانسداد في علاقة العرب مع طهران، من تدخلها المؤذي في لبنان وفلسطين والعراق ودول مجلس التعاون وأخيرا سوريا، إلى إعلانها عن بعض المناطق العربية مثل العراق ولبنان كمناطق نفوذ إيرانية.

إننا في مرحلة مواجهة ndash; كعرب ndash; مع إيران ومع سوريا، ورأس الحربة في هذه المواجهة هو الشعب السوري الثائر. وهذا هو العامل الجديد في الصراع.

إيران ndash; على غرار إسرائيل ndash; تنظر للعرب باستعلاء، ولها مطامع سياسية وتوسعية واضحة، كما أنها لم تدخل منطقة عربية إلا وخلقت فيها التوتر والاضطراب، لذلك لا بد إخراجها من المنطقة ثم إعادة إدخالها بشروط العرب.

النظام البعثي في دمشق آن أن يسقط، فمن استبداد مزمن إزاء شعبها وإزاء شعوب جيرانها في لبنان والعراق وفلسطين، إلى العمل لصالح المصالح الإيرانية ndash; والبعثية والعائلية دائما ndash; على حساب القضايا العربية.

لم يعد هناك فرق بين بشار الأسد ومعمر القذافي، لذلك هو يستحق المصير، وبذات الطريقة!.

نقلاً عن quot;وكالة أخبار المجتمع السعوديquot;