عماد الدين أديب


ألقى الرئيس الأميركي خطابه عن laquo;حالة الاتحادraquo; أمام مجلس الشيوخ والنواب. هذا الخطاب هو الثالث منذ أن تولى السلطة.

laquo;حالة الاتحادraquo; بمعنى حالة الولايات الأميركية داخليا وخارجيا؛ مضطربة، متقلبة، تطرح علامات استفهام أكثر مما تطرح إجابات شافية..

يتحدث الرئيس الأميركي عن حال البلاد، وكل شيء مأزوم: الاقتصاد، رضاء الناس، أداء المجلس التشريعي، الوضع داخل حزبه الديمقراطي، ظهور قوى منافسة من الحزب الجمهوري المعارض.

بخطابه هذا دشن أوباما حملته الرئاسية لفترة حكم ثانية، ويتوقع الخبراء أن يكون كل فعل أو قرار أو تصريح أو موقف للرئيس من الآن حتى يوم الثلاثاء الموافق للسادس من نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام، هو موقف انتخابي محض!

منذ الرئيس الأميركي الأول حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة للرئيس رقم 45 في تاريخ البلاد، وسلوك الرئيس الذي يدخل معركة رئاسية ثانية، هو سلوك مرهون بالمعركة وحدها دون سواها.

في 17 ديسمبر (كانون الأول) من هذا العام، سوف نعرف من هو الرئيس المقبل، ومن هو نائبه، ومن نواب الثلث المجموع في مجلسي الشيوخ والنواب.

الرئيس المرتهن بقوى الانتخابات، سواء كانت قوى التمويل، أو النقابات، أو جهات الضغط، أو التسويق السياسي، تجعله في laquo;كوكب آخرraquo; خاص به، هكذا علمتنا التجارب السابقة.

وسواء كان المرشح الجمهوري المنافس هو رجل الأعمال laquo;ميت رومنيraquo; حاكم ماساتشوستس السابق، أو السيناتور laquo;ريك سانتوريومraquo; الممثل لولاية بنسلفانيا، أو laquo;نيوت غينغريتشraquo; الرئيس الأسبق للكونغرس، فإن الرئيس أوباما يدخل وهو في أضعف معدلات الشعبية التي حصل عليها رئيس أميركي في دورته الثانية.

الشيء المثير للحزن عربيا، هو أننا ندخل - كعادتنا - منذ انتخابات الرئيس الأميركي الأول وحتى الرئيس الحالي ولا يوجد لدينا laquo;لوبي عربيraquo; له وزن أو أي تأثير نسبي على قرار سيد البيت الأبيض.

نحن خارج حسابات الرئيس الأميركي المقبل إلا في ثلاث قضايا: أمن إسرائيل، سعر النفط، مبيعات السلاح. وفيما عدا ذلك فلا شيء يهم الإدارة الأميركية. معركة التأثير على القرار الأميركي يجب أن تدار من داخل واشنطن ونيويورك وتكساس ولوس أنجليس.

هذه المعركة يجب أن تدار داخل شركات المصالح المرتبطة بنا تجاريا وماليا، وداخل محطات التلفزيون والصحف، وداخل المساجد والكنائس الأميركية.

هل سيكون لنا تأثير على الرئيس المقبل أم التالي أم بعد مائة رئيس ورئيس؟!