مرسى عطا الله

أعتقد أن بدء مجلس الشعب الجديد في ممارسة أعماله متزامنا مع الذكري الأولي لثورةrlm;25rlm; يناير يمثل حدثا بالغ الأهمية في تاريخ مصر الحديثة ويستحق الاحتفاء به مثلما ينبغي الاحتفاء بالقرار الذي اتخذه المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإنهاء حالة الطوارئ فتلك خطوات كبيرة علي طريق طويل

ولم يقل أحد إنها نهاية المطاف, فالشعوب الحية لا تعرف سقفا للمطالب المشروعة وتظل دائما تحلم بالمزيد والمزيد ولكن وفق حسابات صحيحة ودقيقة.
إن معطيات العملية الانتخابية ونزاهتها وما أسفرت عنه من تشكيل أول برلمان بعد الثورة ينبغي أن تشكل مدخلا لتعميق البناء الديمقراطي بالمفهوم الصحيح للديمقراطية التي توفر أجواء الحوار الموضوعي بين كل القوي السياسية والمجتمعية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر التي تتطلب تقريب المسافات وليس تضخيم التناقضات!
وهذا الذي أتحدث عنه لا يعني الرغبة في التغييب الكامل لفعاليات ميادين التحرير وإنما يعني إتاحة الفرصة للبرلمان الجديد لكي يمارس دوره المنوط به مثلما يحدث في كل الدول العريقة صاحبة التراث الديمقراطي والتي نطمح أن نحاكيها طلبا للنهضة والرقي والتقدم.
إن الهدف واحد بين ما ينادي به الشباب الغاضب في الميادين وبين ما سمعناه يتردد بقوة ووضوح تحت قبة البرلمان الجديد ولكن هناك خشية من أن تندس في الميادين عناصر تسعي لتغييب صوت العقل لحساب عواطف التهييج والإثارة التي تصنع فرقعات تدمر بأكثر مما تبني وتفرق بأكثر مما توحد وتهدد الثورة بأكثر مما تحميها.
إن مصر وهي تتطلع إلي مستقبل جديد في بداية العام الثاني للثورة وتحلم بمزيد من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية تحتاج أول ما تحتاج إلي صنع المعادلة الصعبة بين المشاعر الملتهبة بروح الثورة وبين صوت العقل الذي يزن الأمور بميزان دقيق وصحيح.
إن مصر بحاجة إلي لحظة صدق مع النفس ترتفع إلي مستوي استمرارية شجاعة القدرة علي كسر حاجز الخوف في النفوس الذي صنعه يوم الخامس والعشرين من يناير, ومن ثم ضرورة امتلاك القدرة علي التمييز بين ما هو مشروع وما هو باطل وبين ما هو عام وما هو شخصي من خلال الخيط الرفيع الذي يربط بين حرارة الميدان وعقلانية البرلمان!
lt;lt;lt;
خير الكلام:
ــــــــــــــــــــــــــــ
lt;lt; الرأي الذي لا يمكن تصديره لا يصح استهلاكه!