عبدالجليل زيد المرهون

صدر في الرابع من حزيران يونيو 2012 الكتاب السنوي الجديد لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، حول التسلّح ونزع السلاح والأمن الدولي.

وهذا هو الإصدار رقم (43) من هذا الكتاب الذي يصدر منذ العام 1966. والتسمية الرسمية للكتاب هي: (SIPRI YEARBOOK 2012: Armaments, Disarmament and International Security)


وما يُمكن قوله خلاصة، هو أن كتاب laquo;التسلّح ونزع السلاح والأمن الدوليraquo;، في إصداره الجديد، قد فاض بالقضايا التي فرضت نفسها عالمياً، على أكثر من صعيد أمني وعسكري


يشير الكتاب إلى أن الإنفاق العسكري العالمي قد بلغ 1738 مليار دولار، في العام 2011. وهو يساوي 2.5% من الناتج الإجمالي العالمي. أو بما يعادل 249 دولاراً لكل فرد في المعمورة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الإنفاق العسكري العالمي لم يشهد ارتفاعاً برقم صحيح في العام 2011، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1998.

وقد جاءت خارطة الإنفاق العسكري العالمي عام 2011 على درجة كبيرة من التباين، إذ أنه في حين شهدت أميركا الجنوبية نمواً سالباً في هذا الإنفاق قارب 4%، شهدت شمال أفريقيا ارتفاعاً بنسبة 25%. كذلك، سجل ارتفاعاً قدره 10% في شرق أوروبا، و4.6% في الشرق الأوسط، و2.7% في جنوب شرق آسيا، و2.2% في عموم آسيا والأوقيانوس.

أما حالات الانخفاض في الإنفاق العسكري، فشملت إضافة إلى أميركيا الجنوبية، عدداً من مناطق العالم، منها أميركا الشمالية وغرب ووسط أوروبا.

وجاء ترتيب أكبر خمس دول من حيث الإنفاق العسكري عام 2011 على النحو التالي: الولايات المتحدة (711 مليار دولار)، الصين (143 مليار دولار)، روسيا (17.9 مليار دولار)، بريطانيا (62.7 مليار دولار) وفرنسا (62.5 مليار دولار).

وأتى تصنيف أكبر خمسة مصدّرين للأسلحة التقليدية عام 2011، كما يلي: الولايات المتحدة، بواقع 30% من إجمالي صادرات السلاح العالمية، روسيا (24%)، ألمانيا (9%)، فرنسا(8%) وبريطانيا (4%).

على صعيد كتاب (SIPRI - 2012) ذاته، فقد احتوى هذا الكتاب مقدمة وعشرة فصول.

جاء الفصل الأول من الكتاب تحت عنوان quot;الاستجابة للفظائع: الجيوبوليتيك الجديد للتدخلquot;. تحدث هذا الفصل، الذي كتب بقلم (GARETH EVANS)، عن التحديات التي تواجه سبل حماية المدنيين خلال النزاعات، وحصيلة تدخل حلف الناتو في ليبيا، وقرار مجلس الأمن الدولي الرقم (1973). وتطرق البحث إلى ضرورة إعادة النظر في المفاهيم الخاصة بالسيادة والمصالح الوطنية، عندما يرتبط الأمر بحماية المدنيين.

الفصل الثاني من الكتاب كان تحت عنوان quot;النزاعات المسلحةquot;. وقدم هذا الفصل بداية قراءة عامة لخارطة النزاعات المسلحة في العالم بقلم (NEIL MELVIN).

أتى القسم الأول من الفصل بعنوان quot;عام على الربيع العربيquot;. وقد كتب مشاركة من قبل خمسة باحثين. وتحدث عن التطورات الداخلية في البلاد العربية، ودور القوى المختلفة، والخلاصات النهائية أو المتيقنة.

القسم الثاني من الفصل، جاء بعنوان quot;العنف المنظم في القرن الأفريقيquot;، وكتب مشاركة من قبل أربعة باحثين. وتحدث عن الانعكاسات الإقليمية لغياب الاستقرار في الصومال.

القسم الثاني، كان بعنوان quot;نماذج للعنف المنظم خلال الفترة بين 2001 - 2010quot;. وكتب مشاركة من قبل اثنين من الباحثين.وقد قدم مقارنة لحالات العنف التي تمارسها القوى غير النظامية.

وقدم البحث خمسة رسوم بيانية لضحايا منظمات العنف، وستة جداول تعرض تفاصيل الحوادث العنفية، وتسلسلها الزمني.

القسم الثالث من الفصل، أتى بعنوان quot;مؤشر السلم العالمي لعام 2012quot;. وقد كتب مشاركة من قبل اثنين من الباحثين، وتناول نقاط التغيّر في هذا المؤشر مقارنة بالعام 2011.

الفصل الثالث من الكتاب، كان تحت عنوان quot;عمليات السلام وإدارة الصراعاتquot;. وقد كتبت جميع محاور هذا الفصل ومقدمته بقلم (SHARON WIHARTA). وجاء القسم الأول منه بعنوان quot;الاتجاهات العالمية لعمليات السلامquot;. والقسم الثاني بعنوان quot;عمليات السلام الجديدة في العام 2011quot;. وتناول عملية الأمم المتحدة في جنوب السودان، ودعم الأمم المتحدة لعملية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا، وبعثة المراقبين العرب إلى سوريا.

وجاء القسم الثالث من الفصل بعنوان quot;التطورات الإقليمية لعمليات السلامquot;، وتحدث عن هذه العمليات وفق تقسيمات جغرافية وهي: أفريقيا،الأميركتان، آسيا والأوقيانوس، أوروبا والشرق الأوسط.

الفصل الرابع من الكتاب، جاء تحت عنوان quot;الإنفاق العسكريquot;. وقد تضمن قراءة عامة لهذا الإنفاق على صعيد عالمي بقلم (SAM PERLO-FREEMAN). وجاء القسم الأول من الفصل بعنوان quot;التطورات العالمية على صعيد الإنفاق العسكريquot;. وقد كتب بقلم اثنين من الباحثين. وتضمن ثلاثة جداول، تناول الجدول الأول الإنفاق العسكري حسب أقاليم العالم الجغرافية، خلال الفترة بين عامي 2002 ndash; 2011. والإنفاق حسب المنظمات الدولية، مثل مجموعة دول حلف الناتو. وكذلك وفقاً للتصنيف الدولي لمستوى الدخل الاقتصادي لمجموعات الدول: أي الدول المرتفعة الدخل والمتوسطة والمنخفضة.

وتناول الجدول الثاني ترتيب أكبر 15 دولة من حيث الإنفاق العسكري في العام 2011.

أما الجدول الثالث، فتناول تفاصيل الإنفاق العسكري حسب كل إقليم من أقاليم العالم.

القسم الثاني من الفصل الرابع، جاء تحت عنوان quot;الثمن الاقتصادي لحربي العراق وأفغانستان حسب الدول المشاركةquot;. وقد كتب من قبل اثنين من الباحثين.

أما القسم الثالث من الفصل، فقد كان بعنوان quot;الإنفاق العسكري الأميركي وأزمة الميزانية لعام 2011quot;. القسم الرابع، جاء تحت عنوان quot;الإنفاق العسكري في أفريقياquot;. والقسم الخامس بعنوان quot;أوروبا وآثار التقشف على الإنفاق العسكريquot;. أما القسم السادس فقد تحدث عن التقارير المقدمة للأمم المتحدة من قبل دول العالم بشأن إنفاقها العسكري.

من ناحيته، عرض القسم السابع والأخير من الفصل، لجداول تفصيلية عن الإنفاق العسكري العالمي، خلال الفترة بين عامي 2002 ndash; 2011.

الفصل الخامس من الكتاب، جاء تحت عنوان quot;إنتاج الأسلحة والخدمات العسكريةquot;. وقد تضمن هذا الفصل مقدمة عامة بقلم (SUSAN T. JACKSON). وجاء قسمه الأول بعنوان quot;أبرز التطوّرات في الدول الرئيسة المنتجة للسلاحquot;. وجاء القسم الثاني بعنوان quot;صناعة الخدمات العسكريةquot;، والقسم الثالث بعنوان quot;الإنتاج الهندي من الأسلحة والخدمات العسكريةquot;. وتناول القسم الخامس، وهو الأهم، قائمة معهد (SIPRI) السنوية الخاصة بأكبر مائة شركة منتجة للسلاح على صعيد دولي للعام 2010.

الفصل السادس من الكتاب، أتى تحت عنوان quot;الانتقالات الدولية للسلاحquot;. وقد تضمن قراءة عامة لهذه الانتقالات بقلم (PAUL HOLTOM). وجاء قسمه الأول بعنوان quot;التطورات الخاصة بانتقال الأسلحة عام 2011quot;. وتناول هذا القسم أكبر المصدّرين والمستوردين للسلاح في العالم، خلال الفترة بين 2002 ndash; 2011. كما حوى جدولاً بأكبر عشرة مصدّرين للأسلحة التقليدية، ووجهات صادراتهم، في الفترة بين 2007 ndash; 2011.

وهناك جدول آخر بأكبر عشرة مستوردين للأسلحة، ومصادر وارداتهم، خلال الفترة ذاتها.

القسم الثاني من الفصل، تناول السياسات الخاصة بتصدير السلاح إلى عدد من الدول العربية. أما القسم الثالث فتناول الأمن البحري، في جوانبه المتعلقة بانتقالات السلاح، على صعيد منطقة جنوب شرق آسيا.

أما القسم الرابع، فجاء بعنوان quot;انتقالات الأسلحة إلى أذربيجان وأرمينيا في الفترة بين 2007 ndash; 2011quot;. وجاء القسم الخامس بعنوان quot;شفافية انتقال الأسلحةquot;، والسادس بعنوان quot;القيمة المالية لصادرات السلاح خلال الفترة بين 2007 ndash; 2010quot;.

الفصل السابع من الكتاب، جاء تحت عنوان quot;القوى النووية العالميةquot;. وتضمن نظرة عامة على واقع التسلّح النووي العالمي، بقلم (SHANNON N. KILE). أما القسم الأول من الفصل فتناول وضع القوة النووية الأميركية، والثاني القوة النووية الروسية، والثالث البريطانية، والرابع الفرنسية، والخامس الصينية، والسادس الهندية، والسابع الباكستانية، والثامن الإسرائيلية، والتاسع الكورية الشمالية.

الفصل الثامن من الكتاب، كان تحت عنوان quot;التحكم في الأسلحة النووية وحظر الانتشار النوويquot;.

وقد تحدث القسم الأول من الفصل عن معاهدة quot;ستارتquot; الجديدة بين الولايات المتحدة وروسيا، الخاصة بتقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية. وتناول الفصل في أقسامه الثاني والثالث والرابع قضايا حظر الانتشار، فيما يرتبط بكل من سوريا وإيران وكوريا الشمالية.

وأتى القسم الخامس من الفصل بعنوان quot;التطورات الخاصة بمجموعة المصدرين النوويينquot;، والسادس تحت عنوان quot;التعاون الدولي في مجال حظر الانتشار والسيطرة على السلاح والأمن النوويquot;.

الفصل التاسع من الكتاب، أتى تحت عنوان quot;خفض التهديدات الأمنية المتأتية من المواد الكيمائية والبيولوجيةquot;. وجاء القسم الأول منه بعنوان quot;نزع الأسلحة البيولوجية والسيطرة عليهاquot;. والثاني بعنوان quot;نزع الأسلحة الكيمائية والسيطرة عليهاquot;. والثالث بعنوان quot;المزاعم الخاصة ببرامج الأسلحة الكيمائية والبيولوجيةquot;.

الفصل العاشر من الكتاب، كان تحت عنوان quot;التحكم بالأسلحة التقليديةquot;. وقد شمل هذا الفصل قراءة عامة لواقع التحكم بهذه الأسلحة، بقلم (IAN ANTHONY). وجاء القسم الأول من الفصل بعنوان quot;الحد من الأسلحة التقليدية لأسباب إنسانيةquot;. والقسم الثاني بعنوان quot;الحد من قدرات الآخرين: تطورات في مجال التحكم بصادرات السلاحquot;. والقسم الثالث بعنوان quot;حظر متعدد للسلاحquot;. والرابع بعنوان quot;الحد من الأسلحة التقليدية لتعزيز الأمن العسكري: نموذج التحكم بالأسلحة التقليدية في أوروباquot;. والخامس بعنوان quot;إجراءات بناء الثقة والأمنquot;.

وما يُمكن قوله خلاصة، هو أن كتابquot; التسلّح ونزع السلاح والأمن الدوليquot;، في إصداره الجديد، قد فاض بالقضايا التي فرضت نفسها عالمياً، على أكثر من صعيد أمني وعسكري.