صالح إبراهيم الطريقي


حين تقرأ لمفكر ديني حول رؤية الدين للعلم، ستجدهم جميعا متفقين على أن الدين لم يكن عائقا في يوم ما للعلم أو الإبداع، ولا هو ضد العلم كما يحاول اللادينيون تصويره، وهذا صحيح تماما.
فالدين والعلم يمشيان بخطين متوازيين، العلم يحدثك عن أسباب حدوث الشيء، وآلية حدوثه فيزيائيا، كالكون والانفجار العظيم وتمدده وآلية دوران الكواكب والأقمار والنجوم والشمس، لكنه يسكت حين يصبح الحديث عن الغائية، والغاية من حدوث هذا، فهذا المجال أو الخط للدين، فهو من يتحدث عن الغاية من وجود الكون والمخلوقات laquo;وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونraquo; 56 الذاريات، laquo;يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيهraquo; 6 الانشقاق. ومع هذا فالتاريخ يخبرنا عن أن هناك صراعات تم وضعها بإطار الدين والعلم، ودفع ثمنها الكثير على يد رجال الكنيسة أو ممثلي الدين الذين يرون أن هؤلاء ما هم إلا سحرة ومشعوذون يجب حرقهم، لأنهم يخالفون الكتاب المقدس.
وكانت الكنيسة laquo;الفاتيكانraquo; تحتكر الكتاب المقدس، ولا يستطيع العامة تداوله، لمعرفة هل فعلا أولئك مشعوذون ودجالون، وهل تحدث laquo;الكتاب المقدسraquo; عن هذه الظاهرة العلمية ؟
ولأنه ليس متاحا، كان رجال الدين حين يريدون رفض تفسير علمي لظاهرة طبيعية كالخسوف والكسوف وأسبابها، يؤكدون أن هذا العالم الذي اكتشف أسبابها ما هو إلا مشعوذ، فالكتاب المقدس يخبر القساوسة بأن هذه الظاهرة من laquo;الأسرار المقدسةraquo;، أو أنهم فسروا أسباب الظاهرة الطبيعية من قبل، ونسبوا تفسيرهم البشري للكتب المقدسة. إلى أن جاء جون تولند ليقول : لا وجود للسر، السر كلمة وثنية حافظنا عليها مثل كلمات كثيرة أخرى، إنها تعني إما خرافة يجب إزالتها، وإما صعوبة مؤقتة يجب إيضاحهاraquo; ..
هذا ما يؤكده الدين إذ يلح على الإنسان في النظر إلى نفسه وإلى الكون وكيف صنع، ولكن للأسف بعض رجال الدين لديهم تفسرياتهم الخاصة والخاطئة لبعض الظواهر، فينسبونها للدين ويتركون البشرية تتصارع مع تلك الخرافة.