مصادر رفيعة كشفت بنك أهداف المجموعات الموالية للنظام السوري
بيروت - ليندا عازار
يبقى ملف النازحين من سورية الى لبنان محور اهتمام داخلي وخارجي في ضوء استمرار laquo;عدّادraquo; النزوح بتسجيل أرقام تصاعُدية أطلقت بيروت laquo;جرس الإنذارraquo; حيالها واستنفرت ديبلوماسيتها في محاولة لمجاراتها.
واذا كان العامل الانساني وسبل تأمين متطلبات النازحين السوريين الى لبنان الذين تجاوز عددهم 200 الف وينذر بان يناهز 425 ألفاً بحلول يونيو المقبل يشكّل الجانب الذي يحظى بالعناية الأكبر باعتباره laquo;قنبلة موقوتةraquo; يمكن ان تفجّر laquo;كارثةًraquo; بوجه laquo;الوطن الصغيرraquo; الذي يناهز عدد سكانه اربعة ملايين ويستضيف أصلاً نحو 300 ألف لاجىء فلسطيني (من اصل نحو نصف مليون مسجلين في laquo;الأنرواraquo;)، فان وجهاً أكثر خطورة لهذا الملف أطلّ برأسه في الأيام الاخيرة من خلال المعلومات عن laquo;تفخيخraquo; أفواج النازحين بمسلحين تابعين للنظام السوري وraquo;مبرْمجينraquo; لأعمال تخريبية محددة وتم توزيعهم بطريقة مدروسة وفق laquo;خريطة انتشارraquo; تتلاءم مع laquo;بنك الاهدافraquo; المرسوم.
وتحوّلت هذه المعلومات مادة متابعة laquo;لصيقةraquo; من السفارات العربية والغربية في بيروت، وكادت ان تحجب الانظار عن laquo;ديبلوماسية المؤتمراتraquo; التي تراهن عليها بيروت لتمويل اجراءات استيعاب النازحين كما عن دخول هذا الملف على خط الصراع المفتوح بين قوى 8 و 14 آذار المنقسميْن حيال الأزمة السورية و... كل شيء.
وفي laquo;تحرٍّraquo; عن قصة laquo;النازحين المقنّعينraquo;، علمت laquo;الرايraquo; ان التقرير الامني الذي كُشف انه بات قيد التداول في الاوساط الرسمية اللبنانية، يشير الى ان مجموعات من المسلحين laquo;المتخفّينraquo; التابعين للنظام السوري laquo;اندسواraquo; في الاسبوعين الماضيين بين النازحين الى لبنان وتموْضعوا في مناطق عدة مزوّدين بـ laquo;امر عملياتraquo; محدد ينتظر تحديد laquo;ساعة الصفرraquo;.
وبحسب المعلومات نفسها، فان هؤلاء المسلحين وعددهم بالعشرات، باتوا منتشرين في مناطق مسيحية وتحديداً في أقضية البترون وكسروان وجبيل وبعلم من أطراف سياسية من مسيحيي 8 آذار في هذه المناطق، وان احد laquo;عناصر الارتباطraquo; مع هذه المجموعات يدعى ط.ي (من تنورين ومقيم في جبيل) الذي يعمل وفق مخطط مرسوم بعناية ومنسّق مع النظام السوري وقوى حزبية غير مسيحية فاعلة في 8 آذار.
وبحسب مصادر رفيعة مواكبة لهذا الملف، فان الهدف من هذا laquo;الاختراقraquo; مزدوج:
* اولاً القيام بارتكابات وأعمال تسيء الى صورة النازحين السوريين مع تظهيرها على انها من فعل تكفيريين او اسلاميين متطرفين.
وتشير المصادر في هذا السياق الى ان هذه الأعمال تهدف الى إصباغ صدقية على اتهامات السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لوزارة الشؤون الاجتماعية بمساعدة laquo;جماعات تكفيريةraquo;، وفي الوقت نفسه ملاقاة laquo;فزاعةraquo; التكفيريين التي يرفعها قادة مسيحيون في فريق 8 آذار إمعاناً في التخويف من الربيع العربي ومحاولةً لرفد شعار laquo;الخطر السنيraquo; بـ laquo;شواهدraquo;.
وتلفت المصادر نفسها الى ان الامر يشبه ما كان يتمّ الإعداد له في شمال لبنان الصيف الماضي وتحديداً عكار والذي أسقطه انكشاف مخطط (الوزير السابق) ميشال سماحة و(اللواء السوري) علي مملوك، على قاعدة اجترار فتنة مسيحية - سنية ضمن سياق laquo;سياسة التخويفraquo; نفسها وكـ laquo;بدَل عن ضائعraquo; لفتنة سنية - شيعية لا تزال هناك خطوط حمر امام وقوعها laquo;على المكشوفraquo;.
* اما الهدف الثاني لهذه المجموعات المسلحة فهو ان يكون عناصرها بمثابة laquo;خلايا نائمةraquo; او laquo;قوى احتياطraquo; جاهزة لـ laquo;العملraquo; اذا اقتضت ضرورات المرحلة المقبلة، ولا سيما بحال سقوط النظام السوري، ان يلجأ فريق 8 آذار الى laquo;خيار انتحاريraquo; اي إرباك الوضع اللبناني او السيطرة الامنية حتى على المناطق المسيحية laquo;وهو الدور الذي لا قدرة لتيار العماد ميشال عون على الاضطلاع به، وعندها تكون المجموعات المندسّة ادوات لمثل هذا الخيار الذي لا شك في انه سيؤذي البلد ولكنه هذه المرة سيرتدّ على اصحابه لان الواقع اختلف عن الـ2008 بكل المقاييس الداخلية والاقليمية ولان هؤلاء لن يجدوا اليوم مَن يرمي لهم laquo;طوق النجاةraquo; او يؤمن لهم laquo;وعاءraquo; لتسييل اي laquo;انتصارraquo; عسكري أو أمني على المستوى السياسيraquo;.
ميا فارو تزور اللاجئين في وادي خالد
زارت الممثلة الاميركية وسفيرة اليونيسيف للنوايا الحسنة ميا فارو اللاجئين السوريين في شمال لبنان في مهمة تهدف الى جذب أنظار العالم الى أكثر من 190 ألف سوري فروا الى لبنان.
وزارت فارو منطقة وادي خالد القريبة من الحدود مع سورية حيث يقيم آلاف السوريين حاليا اما في خيام أو تستضيفهم أسر لبنانية.
وقالت فارو بعد لقائها مع عدد من الاسر السورية: laquo;جاء نحو 200 ألف مواطن فجأة الى لبنان وهم في افقر المناطق ومتفرقون لذلك من الصعب على اليونيسيف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين معالجة كل المشكلات. والمشكلات الطبية كبيرة وهم لا يحصلون على العلاجraquo;.
وأضافت: laquo;العديد من النساء اللائي تحدثت معهن لديهن أفراد في أسرهن يحتاجون لعلاج ولكنهم لا يعرفون كيف يتصرفون فليس معهم اي أموال. ويتعين عليهم دفع ايجار للاسر المضيفة لكنهم لا يملكون المال لذلك فان الوضع صعب حقيقةraquo;.
وقالت فارو ان العديد من اللاجئين تعرضوا لصدمات كبيرة ويواجهون ظروفا صعبة ما يزيد من توترهم.
التعليقات