يزيد بن محمد

بعناوين وهموم جديدة متباينة، بين دول أصابها الربيع ولم تزهر إلى الآن.. ينتظر مواطنوها أن تتحقق الأحلام.. وبدأت تصدمهم الحقيقة أن ازدهار الحياة ليس في quot;صندوقquot; فقط.. ودول أخرى اعتادت أن تكون ريعية، وأن استقرارها مستديم لا يمكن أن يهتز.. فجاء ربيع الجيران ليرفع توقعات شعوبها وسقف نقدهم.. فتغير كل شيء في سنتين..
نصف العرب أو أكثر، دول مأزومة ذات أجهزة ضعيفة تحكمها ثقافة الحشود.. ولا تستطيع فرض القانون على أراضيها.. وتصنف أيضا دولا هشة تترنح اقتصاديا.. ونصفهم أو أقل، دول تحاول الدفاع عن استقرارها بألا تنزلق إلى ما وصل إليه الآخرون.. لكنها تواجه استحقاقات شعبيه لا يمكنها تجاهلها.. الدولة هي جهاز يحتكر الاستخدام الشرعي للقوة المادية على السكان الخاضعين لسيادتها.
افتحوا الخريطة وانظروا إلى كل هذه الفوضى التي مكنت جماعات من الاستقواء على دولها.. وأن يأخذ المواطن حقه بيده.. مساكين العرب.. أزعجونا 60 سنة بضرورة الوحدة.. وعندما ثاروا ليتوحدوا تقسمت دولهم.. أو ضعفت.. دفنت الوحدة والقومية إلى غير رجعة.. والفوضى هي حصان يراهن عليه أكثر من مراهن.. والعرب بعضهم أصبح مثل الغريق.. الذي يريد أن يجر من ينقذه ليغرق معه.. موسكو وطهران وأنقرة وواشنطن.. كل ينتظر ليأخذ مغنمه.. حسنة الربيع أننا لن نسمع أحدا يتمنى الوحدة العربية.. الآن التمنيات بوحدة الدولة.. ثم سنتمنى وحدة المدينة.. وسيعرف الجميع.. أنه كان ربيعا نوويا دمر كل شيء.