تركي الدخيل
يقاس تحضّر أي مجتمع بطريقة تعامله مع المرأة. أكبر انعكاس على ثقافة المجتمع يبدو من خلال عادات المجتمع وأساليبه وسلوكه في التعامل مع المرأة.
واسمحوا لي أن أقول بأن مجتمعنا لم ينجح حتى الآن في التعامل التام معها. حين فتح تعليم البنات اعترض من اعترض وقاومهم الملك فيصل بقوته وحسمه حين طلب من المعترضين بأن لا تغيب شمس اليوم وهم في الرياض.
الآن هناك من يحتج على تعيين المرأة في مجلس الشورى. علماً أن المرأة كانت ولا تزال حاضرةً وبقوة في كل المحافل. والنساء اللواتي دخلن للمجلس هن ممن قدّمن نماذج مشرّفة للمرأة السعودية في العالم وأخص بذلك حياة سندي وسلوى الهزاع وخولة الكريع وغيرهنّ.
على الضفة الأخرى هناك ممارسات تعذيب تجاه المرأة من قبل شرائح من المجتمع.
نشرت جريدة quot;المدينةquot; قبل أيام أن:quot;شاباً بمكة المكرمة أجبر شقيقتيه الجامعيتين على الخروج من منزلهما وأجبرهما على الإقامة في الحرم المكي الشريف منذ عامين ونصف وذلك بعد أن عانتا طويلاً من تهجمه واعتدائه عليهما بالمواسيرquot;.
مصدر مسؤول في فرع جمعية حقوق الإنسان بمكة المكرمة قال: إن الفتاتين تقدمتا بشكوى للفرع لإقامتهما في الحرم المكي منذ سنتين ونصف بعد أن طردهما أخ لهما وأنهما لا تتقاضيان إلا 700 ريال من الضمان الاجتماعي!!
الفتاتان تقدمتا للأوقاف للمطالبة بسكن أو مساعدة ولكن طلبهما رُفض كما أن جمعية البر اشترطت عقد إيجار!
لا أدري عن هذا الشرط الغريب! عقد إيجار من أجل إعطاء دعم لفتاتين مشردتين تسكنان الحرم المكي؟!
المرأة هي الكائن الأرقّ والأنعم وهي الريحانة التي تزين الدنيا، وسعيد أنني دافعت عنها بكتابي quot;الدنيا امرأةquot;، كل نماذج التعسف والإهانة التي تكال ضد المرأة وتظلم المرأة بالممارسات التعذيبية والنفسية والتخريبية كل تلك الأمور تصنف على أنها من الجرائم الكارثية التي لا صمت فيها.
أجزم أن المسؤولية الآن تقع على المؤسسات الخيرية وعلى لجان التوعية ومجاميع الإرشاد بالإضافة وقبل كل شيء إلى وقوف المشكلة على المختصين بالتشريع والتقنين!
بآخر السطر فإن دخول المرأة لمجلس الشورى أمر مهم لأنها هي من ستطرح المشكلات المحيطة بها على طاولة النقاش مثل التعنيف وتزويج القاصرات والعضل والنفقة وغير ذلك من المآسي التي تعيشها quot;حواء السعوديةquot;..
التعليقات