جنبلاط منتقدا التقهقر في بلاد ما بين النهرين والشام: تكلفة الانفجار في الدول العربية أكبر بكثير من تكاليف الانماء والاستقرار


سعد الياس

إعتبر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط انه lsquo;في الوقت الذي تتجه فيه بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام نحو المزيد من التقهقر والتراجع والتصحر السياسي والبيئي بفعل دورات العنف المتلاحقة التي تقع فيها وتحصد عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وتؤدي إلى تهجير أهلها وإعادتها سنواتٍ إلى الوراء، بعدما كانت تتصدر الفكر والعلم والثقافة والحداثة، نرى الثروات الماليّة تُصرف في مواقع أخرى بعيدة تماماً عمّا من شأنه أن يصب في التنمية البشريّة والتطوير الاجتماعي ورفع الحرمان ومكافحة الفقر والأمية والاستثمار الزراعي والبحث العلمي ومشاريع المياه وتحسين مستوى المعيشةrsquo;.


واضاف جنبلاطفي حديثه الاسبوعي الى lsquo;الانباءrsquo; الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي انه lsquo;لا خلاف على أنه من حق هذه الدولة أو تلك أن تعقد الصفقات تلو الصفقات التي تراها تصب في خدمة مصلحتها الوطنيّة أو في إطار تعزيز قدراتها التنافسيّة التجاريّة والاقتصاديّة أو في مجال تقوية إمكانياتها الدفاعيّة؛ ولكن النظر إلى واقع العراق وسورية ومصر والعديد من الدول العربيّة الأخرى يدفع إلى التساؤل عن مصير تلك البلدان مع إحتدام الصراع الذي يأخذ طابعاً مذهبيّاً وإستفحال العنف والاجرام والقتل والمذابح في الوقت الذي تغيب الحلول السياسيّة وتضعف الامكانيّات الماليّة بما يجعلها تقع بين فكي كماشة في مسألتي غياب الاستقرار والأمن وإنعدام فرص التنمية والتطوير والتقدمrsquo;، مشيراً الى انه lsquo;من هنا، فإن ثمة قاعدة أساسيّة تشير إلى أن تكلفة الانفجار في الدول العربيّة أكبر بكثير من أي تكاليف للانماء والتطوير ودعم الاستقرار. ولكن للأسف، فإن سياسات المحاور والتنافس على النفوذ يحول دون الالتفات إلى القضايا الأساسيّة التي تهم الانسان العربي الذي أغلب الظن أنه لا يكترث لسياسات المحاور، بل هو يبحث عن مطالبه الأساسيّة في العيش الكريم. تستحق أرض بابل وما بين النهرين، أرض السواد، وبلاد الشام شيئاً من الاهتمام الاستثنائي إلى جانب تكديس الخردة في المستودعات أو ركن الطائرات المكتظة على مهابط المطاراتrsquo;.


وحول الشأ، اللبناني قال جنبلاط إنه lsquo; في ظل حالة الشح السياسي التي تمر بها البلاد، فنحن فيإنتظار المبادرة الخارجيّة التي تحدث عنها الرئيس نبيه بري لاخراجنا من هذه الدوامة المغلقة التي سقط فيها كل المجتمع السياسي اللبناني بفعل إقفال كل منافذ الحوارrsquo;.