مبارك محمد الهاجري

العراق اليوم يعاني من فراغ أمني كبير، واستفراد الجماعات السياسية بمصيره، بلد بهذا الغنى الفاحش من الثروات الطبيعية، كالبترول والزراعة والأنهار وغيرها من خيرات تفتقدها البلدان الأخرى، تقوده سياسته المتخبطة والمتهورة إلى الهاوية والانتحار البطيء، ففي الوقت الذي يسعى جيران العراق إلى حسن الجوار، والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، نجد من يخرج علينا بين الفينة والأخرى مهددا ومتوعدا الكويت بالشرور وعظائم الأمور، وآخرها تهديد المدعو واثق بطاط زعيم حزب الله العراقي، المعروف بعمالته لطهران، الذي ترجم حقيقة الهواجس والمخاوف التي تعتري نظام الملالي مع قرب سقوط الحليف الرئيس في دمشق!
حكومة الملالي في طهران، تحاول وبشتى الطرق أن تنقل سير معركتها إلى منطقة الخليج العربي، تارة بالمناورات البحرية، وتارة بالتصريحات السياسية الساخنة، سعيا لإبعاد الأنظار وحجبها عما يحدث في بلاد الشام، في حركة ساذجة لم يعد لها مكان سوى في مخيلة الأغبياء!

كثيرا ما قلنا ان قطار الربيع العربي في طريقه إلى إيران، شرارته الأولى في الأحواز المحتلة، ونهايته في طهران، سكة القطار مهيأة أكثر من ذي قبل، وجاهزة لاعتبارات كثيرة، ومنها الغليان الشعبي الذي بلغ حدا، يتوقع معه أن تنفجر الأوضاع في أي لحظة وبشكل أسرع، كما حصل تماما لنظام الشاه السابق، الذي أصبح أثرا بعد عين، وهذه سنّة الحياة، فلا دوام لظلم ولا لظالم!