علي سعد الموسى

بودي أن أسأل ابتداء: هل قرأ إخوتنا الفضلاء من مثقفي (المذهب المقابل) آلاف مقالاتنا وبياناتنا ورسائلنا حول تنظيم القاعدة وخلاياه الحية والنائمة قبل أن يكتبوا بيانهم الأخير حول خلية التجسس لحساب النظام الإيراني؟ بودي أن أقول لهم إن الحراك الثقافي الحي، الصحيح فكرة ومنطلقاً، هو من يرفض العمل الشاذ والفكرة الشاذة والخلية الشاذة عن السائد المألوف، بغض النظر مهما كانت انتماءات المذهب أو القبيلة أو المنطقة أو تبعية المدرسة. بودي أن أقول لهم ثالثاً، إن خلية شاذة شاردة تتورط بالعمالة لأصفهان أو قم لا تفرق في شيء عن الخلية السابقة التي وزعت ولاءها إلى قندهار أو مخابئ تورا بورا. بودي أن أقول إن الفكرة الشاذة والخلية الشاذة لا مذهب لها ولا موطن، ولا فرق إن كانت ترسل تقاريرها إلى آية الله الخامنئي أو تأخذ تعليماتها من الظواهري أو الملا عمر.

بودي أن أقول لكم إن اللفظ الاجتماعي الشامل الذي نبذ خلايا القاعدة واستنكر منهجها وولاءاتها كان عملاً جماعياً شاملاً من المفتي إلى هيئة كبار العلماء. ومن لحمة الدعاة والوعاظ إلى الكتلة الليبرالية. الفكر النشاز والخلية الشاذة يجب ألا نترك لها الفرصة لتتخندق خلف عقيدة أو مذهب، والعمالة لإيران أو لغيرها لا تختلف أبداً عن عشرات القنابل التي فجرت في شوارع الرياض ومكة وينبع وبقيق. كلها هدم للأمان المجتمعي، وكلها خيانة للبطاقة الوطنية التي نحملها في جيوبنا شعاراً وعلامة ووحدة. بودي أن أقول... عاشراً... إن المقبوض عليهم من خلايا إرهاب القاعدة هم أضعاف أضعاف المقبوض عليهم من نشاز المذهب الكريم المقابل، حتى بكل حسابات نسبة الأقلية إلى الأكثرية، فلماذا أيها الإخوة الكرام، من موقعي البيان، تلجؤون إلى هذا التصوير المخل لطبيعة وأهداف الجريمة وكأنها استهداف طائفي أو مذهبي في تزوير فاضح للحقيقة. بودي أن أقول لكم أخيراً إن الإحصاء الثابت يشير اليوم إلى أن ما يقرب من 2400 قاعدي يمثلون اليوم أمام المحاكم مقابل ما يقل عن 90 فرداً من الإخوة في المذهب العزيز الكريم المقابل ولكم بالعقل، لا بالعاطفة، أن تقرؤوا الأرقام ودلالات النسبة. الفكرة الشاذة والخلية الشاذة لا مكان فيها لتوصيف مذهبي لأن الأمن المجتمعي الشامل أهم من هذه التصنيفات الضيقة.