يقدم تجربته الإخراجية الأولى في quot;القياضةquot; وينتظر الجمهور


حوار: رفيف الخليل

يقدم الفنان السوري ldquo;سلوم حدادrdquo; في المسلسل التراثي الإماراتي ldquo;القياضةrdquo; لغة فنية جديدة نقلته من التمثيل إلى الإخراج، في تجربته الأولى التي أثارت الجدل .


التقيناه في هذا الحوار الذي تحدث فيه عن أسلوبه في توظيف الكلمة المنطوقة الشعبية في الصورة الإخراجية الحاضرة بين غابات النخيل الكثيفة، وبيوت العريش القديمة، وصوت الأهازيج الشعبية، والأجواء التراثية التي غمرت مسلسل ldquo;القياضةrdquo; .


* يعرض حالياً مسلسل ldquo;القياضةrdquo; في تجربتك الإخراجية الأولى، ما أهم المفردات الفنية التي اعتمدتها في هذا العمل؟


- من وجهة نظري لا يوجد شيء أساسي أعتمد عليه، لكن أستطيع القول أن خبرتي الفنية كممثل لعبت دورها في الإخراج وساعدني كذلك أنني خريج فنون جميلة مطلع على فنيات وقواعد الإخراج كالإضاءة والتصوير وتصميم المشاهد واللقطات والزوايا، كما أن قوة النص أثرت العمل والجهة الإنتاجية سخية جداً ربطت تفاصيل العمل بإتقان، سواء من ناحية بناء مدينة تراثية كاملة بديكورات مختلفة مكلفة، وبيوت عريش حقيقية ودلالات مكانية قديمة عكست المرحلة القديمة التي عايشها أهل الإمارات، وبالأخص أهل دبا الفجيرة في فترة الستينيات، وكل هذه العوامل أقنعت الجمهور بأهمية العمل وأثارت الإعجاب .


* السيناريو والحوار المكتوب من أهم متطلبات العمل التلفزيوني، كيف تعاملت معه؟


- النص بسيط وحقيقي وهنا الصعوبة، فبساطة النص لا تعني أنه خط ساذج بل هو عميق جداً بتفاصيله الإنسانية والدرامية والحياتية وهو السهل الممتنع، والقائمون على القصة والسيناريو والأشعار هم كتّاب مبدعون، حيث برع كاتب السيناريو والحوار فيصل جواد في إعطاء الكلمة أبعاداً مؤثرة، فكلمة الحب لها أكثر من معنى وأكثر من عمق وردة فعل، وتميزت أشعار محمد الضنحاني في خلق لغة فنية تراثية جديدة أنعشت الكلمة والأشعار وأعطتها رونقاً خاصاً جذب الجمهور لهذه اللغة الجديدة . ومن خلال خلاصة تجاربي الفنية في التمثيل كونت مخزوناً فنياً ليس له علاقة بالرؤية والتصور الإخراجي، إنما له علاقة بالمكان الصحيح والشكل الصحيح لعناصر العمل ككل، وهذا الذي جعل ldquo;القياضةrdquo; مقبولاً جماهيرياً وصداه مفرح إلى الآن من خلال كم الاتصالات التي تلقيتها من كل مكان خاصة في الخليج من الكويت وقطر والسعودية واليمن، وردود فعل الجمهور والمتابعين للعمل .


* المسلسل يتميز بوجود نخبة من الفنانين الإماراتيين والخليجيين كيف كان التعامل معهم؟


- الانسجام بيني وبين فريق العمل ككل كان هو المسيطر على أجواء التصوير، كما أن وجود مواهب جيدة وجنود مجهولين أتقنوا العمل بحرفية، وهنا أقصد فنيو الديكور والأزياء والماكياج والإضاءة والتصوير التلفزيوني والفوتوغرافي، الذين كانوا من أهم أركان العمل وصناعه الحقيقيين، وأعتبرها تجربة ممتازة بكل تفاصيلها من البداية إلى النهاية، وأتمنى أن أكون قد وفقت مع فريق العمل في إخراج منتج راق بحس العائلة الواحدة فيها المحبة والتعاون بين الجميع، ولا يمكن أن ننسى الطاقة الإيجابية الهائلة التي ميزت أجواء العمل .


* هل صحيح أنك انتقدت أداء الممثلين الإماراتيين خاصة المسرحيين منهم كما كتب؟


- صحيح انتقدت البعض، وهذا الانتقاد هو وضع طبيعي ولا يجب أن يضايق أحداً، لأنني أيضاً بدأت مشواري كفنان مسرحي، وكنت لا أدرك كيفية التعاطي مع الكاميرا التلفزيونية، وفي الدراما في كل العالم وليس فقط في الإمارات يكون المخرج هو الموجّه والأب الفني لفريق عمله، وكنت أركز على بعض الفنانين في مسألة عدم المبالغة في إظهار الانفعالات، وكلامي معهم من منطلق المحبة والأخوة وحرصي على جودة المنتج الفني ورقيّه، وعملي مع مجموعة من المواهب والفنانين المحليين كشف النقاب عن إبداع حقيقي وطاقات هائلة تحتاج لفرص وظهور وتكثيف عمل على الدوام .


* ومن منهم أعجبك أداءه أو العكس؟


- أعفيني من ذكر الأسماء الكل بمستوى وسط وجيد جداً بدون استثناء، لكن ليس ممتازاً لأن الامتياز يحتاج إلى مخزون هائل من العطاء الفني، وحتى أنا لم أصل إلى درجة الامتياز الذي يلزمه مشوار طويل وخبرات كبيرة .


* من جهة أخرى طال العمل انتقادات تخص طريقة طرح قصص الحب المبالغ فيها، مثل قصة عليا وسليمان، كيف ترد؟


- أحكام المشاهدين بالنسبة لقصص الحب والقصص الأبوية والعائلية تكون لها نظرة خاصة، هناك من استغرب قصة حب عليا وسليمان ونقائه، في الحقيقة نحن لا نعيش في عائلة بل في مجتمع كبير والجمهور يتعاطف مع ما يسمعه ويشاهده من قصص تكون ملاصقة لدائرته الاجتماعية .


* قدرات مختزنة ظهرت جلياً في أداء بعض الممثلين كقوة الأداء التمثيلي الذي ظهر به الفنان الإماراتي سيف الغانم، ما طريقتك في كشف الطاقات المختزنة؟


- سيف الغانم كما أراه هو مارد وعملاق فني لم يخرج من القمقم بعد، إذ يمتلك حساً فنياً وأداء عالياً، لكن لا يمكنني الحديث عن دوري كمخرج في كيفية التعاطي معه وكشف مكنوناته التمثيلية في هذا العمل، بل أترك النقد والتعليق للجمهور والنقاد، وأعتذر عن إعطاء أهمية لدوري في هذا الشأن .


* هل أعادت قصة العمل ومكوناته الفنية والإخراجية الثقة للمشاهد الإماراتي بمثل هذه النوعية من الأعمال؟


- شفافية النص وبساطته أعادت الثقة لأهل الإمارات في الدراما المحلية، بدون حالات من الفبركة الفنية والقصصية وبدون فلسفة تشوه العمل .


* ما رأيك بالدراما السورية لهذا الموسم؟ وهل تتابع أعمالاً معينة؟


- الواقع أهم بكثير مما تطرحه الدراما السورية، لا أظن أن المسلسلات استطاعت عكس الواقع وما تمر به سوريا، لأن الحقيقة أشد ضراوة وأقوى من مجرد مشاهد درامية .


* هل ستكتفي بهذه التجربة الإخراجية أم هناك مشاريع قادمة؟


- إن توافرت عناصر فنية دسمة وجيدة، لا أمانع من خوض أي تجربة إخراجية جديدة، لكن المشكلة هي في الإنتاج والتكاليف المادية للعمل وإن وجدت فأنا مستعد .


* غيابك كممثل هل هو مؤقت؟


- غيابي مؤقت ولي عودة قريبة مع الدراما السورية ولا أستطيع التصريح عن تفاصيل، هو عمل اجتماعي جديد أحضر له .


* أنت من الفنانين السوريين الذين استقروا في الإمارات، هل قطعت علاقتك بسوريا؟


- أنا حالياً مقيم في الفجيرة ومستقر مع عائلتي ولا نية للعودة إلى سوريا على الأقل في الوقت الراهن، وما تمر به من أوضاع سياسية مشتعلة، أما بالنسبة للموسم الدرامي الرمضاني فلم أتابع أي عمل إلى الآن لأنني مشغول بعمليات المونتاج الفنية في عدد من حلقات ldquo;القياضةrdquo; التي نواصل العمل فيها، وربما لاحقاً أستطيع مشاهدة بعض الأعمال .


* وما هي كلمتك الأخيرة؟


- أشكر الجميع على صبرهم ومتابعتهم للعمل وقد يكون المسلسل في جزئه الأخير قاسياً بعض الشيء، نعتذر لذلك فهدفنا من هذه الخلطة الدرامية أن نقوم منتجاً فنياً إماراتياً راقياً، ونحن جاهزون للانتقادات والتعليقات في المواضيع التي تعرضنا لها وستكون بالطبع مرتكزات أساسية لعدم تكرارها في أعمال مقبلة، وإن كان هناك أي تعليقات أو انتقادات فأتقبلها بكل صدر رحب .