هشام الهاشمي


اختار محافظ الانبار على مدى ستة أيام متواصلة من عمر الصراع الوقوف على الحياد رغم المحاولات العديدة التي جرت لتوريطه، من خلال استهدافه من قبل الاخوان المسلمين والبعثية إعلاميا..

قيادة الحراك الشعبي (الإخواني البعثي) تحاول ادارة افراد الفصائل المسلحة من خلال قناة بغداد، وقناة الرافدين، وقناة الفلوجة، وقناة التغيير، وتشكيلها لجاناً شعبية عشائرية مسلحة بدعم من تجار خارج العراق، وقد قامت العديد من مجموعاتها بتجاوز مهماتهم في حماية مدن وأقضية الأنبار، وقيامهم بالاشتباك مع مجموعات الشرطة المحلية والاستخواذ على سلاح الشرطة والياتها!

إن بعض هذه المجموعات في حديثة وهيت تجاوزت أيضاً سلطة اللجان الشعبية العشائرية وأصبحت تتبع مباشرة لداعش، ما يفسد عليهم في النهاية كل نجاح او نصر اكتسبوه..

خطة داعش هي السيطرة على النظام في الانبار وعلى الحاضنة الشعبية التي يمثلها الحراك الشعبي وأفراد الفصائل المسلحة، والعمليات العسكرية التى حدثت في الانبار أوجدت دافعاً لدى افراد الفصائل المسلحة لدخولها في داعش بهدف التخلص من القوات الامنية القادمة من بغداد.

اعتقد ان تلك القنوات الفضائية هي وراء توريط رجال العشائر وإدخالهم دائرة الصراع الدموي مع الجيش العراقي والشرطة المحلية محققة عدة مكاسب لداعش، فمن الناحية العسكرية أحكم قبضته بشكل تام على كامل الاحياء في الفلوجة وهيت وحديثة والكرمة والقائم، اضافة إلى قضائه على الأمان الذي كانت تحياه الانبار في ظل الحراك الشعبي، والتي يمثلها آلاف الانباريين في الفلوجة والرمادي، وذلك ضمن السياسة التي ينتهجها تنظيم داعش في معاقبة المناطق التي لا تبايع البغدادي وسكانها اينما كانوا، ومن الناحية السياسية استطاع تنظيم داعش استثمار قضية الهجوم على ساحة الاعتصام واعتقال العلواني لكي يعرضها كجزء من انشطته الدعائية حول laquo;المؤامرة الكونيةraquo; على العرب السنة في العراق، وورقة يبتز من خلالها جميع الفصائل المسلحة والأحزاب السياسة.

رفع حظر التجوال عن كامل الأنبار، خطوة جيدة لتنبيه الغافلين من أبناء العشائر الذين تورطوا في بيعة تنظيم داعش.. وارجو ان يتبعه عفو خاص على من حمل السلاح واعتبار قتلى أبناء عشائر شهداء وتعويض أهلهم عن كل الأضرار التي أصابتهم جراء تلك العمليات العسكرية.

وليس من مصلحة الحكومة في بغداد المماطلة في تنفيذ أي مبادرة يقدمها المحافظ او مجلس المحافظة أو سواهما، حتى لا يعتقد أبناء العشائر ان المبادرة أو التهدئة ليست سوى لعبة يلعبها المالكي في الحرب النفسية التي يفرضها على شعب الانبار لقتل روحهم المعنوية بانتظار تغير الموازين الميدانية لمصلحته.

وحتى الآن فشلت المبادرات التي قدمتها الحكومة في تلبية مطالب ساحات الاعتصامات، أما تلك؛ التي قدمتها محافظة الانبار فبقيت معلقة بين تصريحات المسؤولين في مجلس المحافظة عن استمرارها وتصريحات laquo;قيادات الحراك الشعبيraquo; عن فشلها، ولم تثمر كل النداءات الحماسية التي وجهها كل من (( سامي الجنابي وعدنان الدليمي وطه الدليمي وحارث الضاري ومحمد عياش الكبيسي))، لإيجاد حل لساحات الاعتصام وتجنبهم الصدام مع الحكومة!

وبعد عام كامل فشلت جميع التحركات الشعبية والرسمية ممثلة laquo;بقائمة متحدونraquo; من تحقيق اي انفراج في ما يتعلق بمطالب الحراك الشعبي في محافظات العرب السنة، لكن نجح كثير من شيوخ العشائر العرب السنة في المتاجرة بمطالب الحراك الشعبي؛ فقد اصبح وسام الحردان قائدا للصحوة بعد ان كان مطرودا منها واغتنى بيت الهايس من جديد على حساب الحراك وثبت قائد شرطة الانبار بالرغم من إقالته وأصبح لعبد الملك السعدي صوت بعد ان كان اخرس طيلة تسع سنوات وأصبح رافع الرفاعي مفتي واختلف خميس الخنجر مع متحدون وطرد صالح المطلك وبرزت شخصيات مسرحية اغلبهم من الائمة والخطباء...

هذه التناقضات جعلت حكومة بغداد في وضع مريح يمّكن الحكومة من مساومة الجميع باعتبار أن خيوط اللعبة في يديها وحدها، ويجعلها الرابح الوحيد من الحراك الشعبي في الانتخابات البرلمانية القادمة.

يبدو لي أن الفارق الوحيد بين من يطالب بحقوق الحراك الشعبي في محافظات الحراك ومن يمنع حقوقهم في بغداد هو فقط الاسم.. قائمة انتخابية quot;للعرب السنةquot; وقائمة انتخابية quot;للعرب الشيعةquot;.