حليمة مظفر

لأني أسافر كثيرا داخل أو خارج الوطن، أجد quot;ضغطي يرتفعquot; أحيانا كثيرة في كل مرة أمرّ خلالها عبر نقاط التفتيش النسائية في المطارات الداخلية الكبرى أو الصغرى، إذ أتضايق أحيانا مما أشاهده كلما دخلتها، وأشعر بالغيرة مما أراه في مطارات العالم بل حتى المتواضعة القدرات مقارنة بما أشاهده في تلك الحجر المخصصة لتفتيش النساء، ويبدو أن هذا الشعور ليس خاصا بي فقط، بل يشاطرني فيه عدد غير قليل من السيدات المسافرات والعابرات مثلي من تلك الغرف الخاصة بالنساء التي تعمل داخلها موظفات الجوازات! لكن لماذا أتضايق!؟ لأني أشاهد موظفات ناعسات على مكاتبهن ومتثائبات وتتناوب كل منهن على التفتيش مرة والنعاس مرة! كما أشاهد أطباقا من المكسرات والحلويات والبقلاوة، ولا مانع من مشاهدة قطع من المعجنات مع أكواب وترامس القهوة والشاي، وطبعا في كل مرة تتغير قائمة الأطباق بحسب الوجبات الثلاث اليومية! أما الأمر المؤسف فعلا فهو أن أجد بعضهن غير مرتبات في هندامهن! وكأنهن في جلسة حريم ويرتدين quot;قمصان البيتquot; لا زيا عسكريا رسميا وطنيا له احترامه؛ خاصة أنه يعكس طابع جدية الجهة العسكرية التي ينتمين لها! وليس من المعقول أن أشاهد واحدة أزارير قميصها العسكري مفتوحة تحت رقبتها بطريقة غير لائقة! أو أن يكون زيها العسكري غير مكوي وكأنها أخرجته من quot;الغسالةquot; لترتديه! ناهيك عن طريقة التعامل المتعالية أحيانا مع بعض الفئات البسيطة الفقيرة من الأجانب، والأمَر من ذلك أن تحدثك إحداهن وهي تمضغ العلكة! فهل يعقل ذلك!؟
ولكي أكون صادقة فلا أعمم ما ذكرته على جميع الموظفات في تلك الغرف النسائية، فهناك قلة قليلة أجدها تحمل طابع الرسمية في هندامها وعملها وطريقة حديثها برقي، وهؤلاء من يجعلنني أشعر بالارتياح، لكن الصورة الأغلب تطفو على سطحها سلبيات يجب تصحيحها بجدية، فهؤلاء الموظفات في نقاط التفتيش بالمطارات الداخلية هنّ واجهة البلد، وأول من تراهن الزائرات ممن يأتين من كل فج عميق على مختلف مشاربهن، وأول طابع نفسي وإنساني وثقافي يلتصق في أذهان الغرباء هو ما سيراه من هؤلاء الموظفات والموظفين الذين يمثلون جهة رسمية في الوطن! ولكم أن تتخيلوا ما التصور الذي ستحمله الزائرات من الخارج حين يشاهدن ما نراه داخل تلك الحجر من تسيب ونمطية سلبية!
ما أود أن أقوله إن موظفات الجوازات العسكريات في المطارات وزملائهن هم واجهة البلد ويمثلون جهة رسمية جادة، ويجب أن يكونوا على قدر المسؤولية في هذا التمثيل الوطني، فهم سفراؤنا في الداخل، خاصة الموظفات فلا يعني كونهن في غرف معزولة بعيدة عن الرقابة إهمال هندامهن أو التعسف في تعاملهن وتحويل تلك الحجر لجلسات quot;حريمquot;! وإهمال الجانب العسكري لترقيتهن في مراتب عسكرية عليا أسوة بزملائهن لا يعني ألا يحترمن أداءهن الوظيفي الرسمي! ولهذا يجب تأهيلهن لهذا الواجب الوطني قبل توظيفهن وتعزيز الرقابة على أدائهن، فهؤلاء يعكسن طابع البلد وجدية النظام فيه واحترامه، أم أن الأمر ليس مهما لأنها مجرد quot;غرف تفتيش للنساءquot;!؟.