عمرو عبد السميع

اعادت مصر تشكيل ثقافتها الشعبية حول المعونة الامريكية عقبrlm;30rlm; يونيو الاسطوريةrlm;,rlm; اذ اعتمدت تلك الثورة علي اطلاق فكرة الاستقلال الوطني المصري في اكثر تجلياتها وضوحاrlm;,rlm;

وعززت تصريحات ومواقف الفريق اول السيسي ــ في مواجهة الامريكان- ذلك الاحساس الشعبي الذي اعاد الي ذهني مظاهرات1965 امام امانة القاهرة للاتحاد الاشتراكي, حين قطعت واشنطن المعونة عن بلادنا بعدما رفضت القاهرة التفتيش الامريكي علي المفاعل النووي بانشاص.. يومها تقاطرت مواكب الفلاحات من كل ريف مصر يصفقن باكف مفتوحة الاصابع ويرتجزن:( يا امريكا لمي فلوسك.. بكرة الشعب العربي يدوسك).. وما حدث منذ30 يونيو ذ- والطبيعي الذي يتناغم مع المزاج الشعبي ويراكم فوق تراث طويل جدا للمشروع الوطني المصري.. اما الولايات المتحدة فقد طار صوابها حين انهار مشروع شرق اوسطها الكبير, واطاح اعصار الثورة المصرية بحلفاء واشنطن من جماعة الاخوان الارهابية ومشروعهم الاخرق والاحمق للخلافة.. وتعرفون ان الولايات المتحدة علقت المعونة العسكرية لمصر ثورة يونيو.. وكان رد السيسي هو ان المعونة شأن امريكي ولم يبد اي استعداد لقبول الربط بين المعونة وشروط سياسية امريكية, مما زاد الهيستيريا الامريكية تجاه مصر.. ويوم الثلاثاء الفائت ناقش الكونجرس مشروع قرار يسمح لادارة اوباما باستئناف تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر والمقدرة بـ51 مليار دولار, وهو ما سيتم صرفه بعد افادة وزير الخارجية جون كيري حول الاجراءات المصرية بشأن خريطة الطريق, وتشمل المساعدات250 مليون دولار كمعونة اقتصادية, و31 مليار دولار معونات عسكرية علي دفعتين اولاهما عقب الاستفتاء علي الدستور, وثانيتهما عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية, الامر الذي يثبت فشل واشنطن في فهم ثقافة الاستقلال الوطني المصرية بعد30 يونيو* اذ تظل المعونة شأنا امريكيا, ويظل الارتياب في واشنطن ضروريا كون مؤامراتها مستمرة والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.* حكاية شهادة حسن السير والسلوك التي سيعطيها لنا كيري او تقسيم المعونة وربطها بالاجراءات الديمقراطية في مصر هي محاولة فاشلة من واشنطن لاستعادة الثقة في نفسها, والتظاهر بانها تتحكم ــ عبر المعونة ــ في المسار المصري.* الولايات المتحدة تستفيد من علاقاتها بمصر والمعونة العسكرية باكثر مما تستفيد مصر.
ومرة اخري نردد خلف السيسي: المعونة شأن امريكي حتي لو طار صوابهم.. او ـ بالذات ـ ليطير صوابهم.