& لهجة واحدة ولحن واحد، لكن الرسالتين على طرفي النقيض.. ربما تشرح هذه العبارة الخط الفاصل بين أغنيتين باللهجة المصرية العامية على الطريقة الشهيرة للمطرب الشعبي، شعبان عبد الرحيم، الشهير بـ»شعبولا»؛ أولهما تمدح زعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، والثانية تصفه بـ»أمير المجرمين».


فبصوت حاد، غنى ضابط الشرطة السابق أحمد الدوري رفقة عدد من الأطفال، إبان إعلانه الانضمام لـ»داعش»، قبل أشهر: «أبو بكر يا بغدادي يا مرهب الأعادي.. سجلني استشهادي.. سجلني استشهادي.. وهيه.. الدولة دي جامدة (قوية) وفيها شباب حلوين.. وقفوا وقفة حلوة ودبحوا المرتدين.. وهيه»، في استعارة للحن اعتاد شعبان عبد الرحيم ترديده في أغانيه.
وأضاف في الأهزوجة التي أطلق عليها «مرهب الأعادي»، ونشرت على الإنترنت، مستعيرة بعض كلمات أنشودة جهادية سابقة لـ»داعش»، «يارب اهدي أمراءنا علشان نزبّط الكلام (كي يستقيم الحديث) ونطلع على القدس ونبطل أفلام.. وهيه.. دي الوقت لينا خلافة.. خلافة مية مية (مئة في المئة) والحلم بقا حقيقة مبقاش خلاص أمنية.. وهيه».


وأعلنت عائلة الدروي (لقب بأبي معاذ المصري)، مؤخرا، خبر مقتله في عملية انتحارية نفذها في العراق لصالح «داعش».
في المقابل، أصدر شعبان عبد الرحيم قبل أيام، أغنية بعنوان «أمير المجرمين» في إشارة إلى البغدادي، وذلك على شاكلة ولحن أغانيه التي اشتهر بها خلال السنوات الماضية والتي استقى منها الدروي لحن أهزوجته.
وتقول كلمات أغنية «شعبولا»؛ كما يعرف في الأوساط المصرية: «أبو بكر يا بغدادي يا أمير المجرمين.. شكلك غشيم وفاضي ومعاك حبة (مجموعة) مجانين.. وهيه.. خلافة إيه يا أبو خلافة ما تصلي على الرسول.. كلامك كله خرافة مين اللي باعتك (من أرسلك) قول.. وهيه».
وتضيف في مقطع آخر، «قطع الرقاب يا داعش ما كانش في الإسلام.. ما تعرّفونا يا شيخنا قطر دافعه لكم كام (كم من المال).. وهيه.. الناس مابقتش تخاف من القنبلة ولا من البمب (ألعاب نارية)، بطلوا بقى زرع قنابل وازرعوا قلقاس وكرنب.. وهيه».
ويسيطر تنظيم «داعش» أو «الدولة الإسلامية» كما يطلق على نفسه على مساحات واسعة في كل من سوريا والعراق، وأعلن في يونيو/حزيران الماضي عن قيام «دولة الخلافة» ومبايعة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «خليفة للمسلمين».
وقبل أسبوعين، أعلن البغدادي بتسجيل صوتي منسوب له، عن تمدد «الدولة الإسلامية» في عدد من الدول العربية حيث قال: «أبشروا أيها المسلمون، فإننا نبشركم بإعلان تمدد الدولة الإسلامية (في إشارة لداعش) إلى بلدان جديدة، إلى بلاد الحرمين (السعودية) واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر».
وبايعت جماعة أنصار بيت المقدس، المحسوبة على التيار السلفي الجهادي، وتنشط في محافظة شمال سيناء (شمال شرق)، تنظيم «داعش» وذلك في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بحسب بيان أصدرته، قبل أن تقوم بتغيير اسمها إلى «ولاية سيناء»عقب ساعات من تسجيل البغدادي الذي أعلن فيه قبول بيعة الجماعات التي بايعته وإلغاء اسمائها، وإعلان ولايات جديدة للدولة الإسلامية وتعيين ولاة عليها».
وعقب تغيير اسمها، بثت «ولاية سيناء» مقطع فيديو ادعت فيه قتل جنود بالجيش المصري، وتبنت فيه المسؤولية عن الهجوم على نقطة «كرم القواديس» العسكرية في سيناء، والذي قتل فيه 31 جنديا مصريا الشهر الماضي.
&