عبدالعزيز السويد

النجاح في ردم هوة الخلافات بين دول عربية احتاج ويحتاج إلى جهود كبيرة مضنية ومستمرة، خصوصاً مع وضع معقد كالوضع العربي المحزن، ودخول أطراف إقليمية ودولية على الخط لكل طرف منها أهدافه الخاصة، اضطلعت السعودية بهذا الجهد المشرف، وأصبحنا أمام واقع جديد معلن وموثق رسمياً، بين مصر وقطر وقبلها خلافات داخل مجلس التعاون، لم يبق سوى أن نلمس أثر هذه المصالحات في إيقاف النزف والعمل على مواجهة أخطار متزايدة بروح الفريق الواحد.

لكن هذه «المبشرات» يجب ألا تشغلنا عن حاجات أساسية وتطلعات مشروعة للشعوب العربية، تلك الأسباب التي أطلقت شرارات «ربيع عربي» تحول بعد زمن قصير إلى حريق وفوضى، هذه الأسباب لا زالت كامنة، لم تعالج ويمكن إعادة إحيائها واستغلالها ممّن يريد ويستطيع.

الوضع العربي بلغ من الهشاشة حدها الأدنى، والتقليل من الخسائر مقدم للوقوف وإصلاح ما فسد. «الربيع العربي» لم يكن ليكون لولا وجود الأرض الخصبة وهي لا زالت على حالها من الخصوبة، وإن اصطبغت بالدماء، بل ربما هي أكثر خصوبة من السابق.


وفي الوقت الذي يجب على جماعة الإخوان المسلمين في مصر أن تعيد النظر في أسلوب تعاملها مع واقع جديد في مصر يفترض بالحكومة المصرية أن تتقدم إلى الأمام وتفتح الأبواب لمصالحة مصرية شاملة، عندها يمكن تقليم أظافر الطموحات الإقليمية والدولية في الأرض العربية، ومن المؤكد أن «الإخوان» في مصر إذا اتخذوا مثل هذا القرار الصعب ستلحق بهم تنظيمات أخرى على نفس الخط في دول عربية مثل اليمن وليبيا.