تقييم حصيلة محادثات جنيف 2 حول الأزمة السورية، وتقرير للأمم المتحدة حول انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، ورد فعل الاتحاد الأوروبي على قرار سويسرا استثناء الكروات من الحق في حرية التنقل بين بلدان الاتحاد... موضوعات استأثرت باهتمام الصحافة الدولية.

-------

laquo;بارقة أمل في سورياraquo;

صحيفة laquo;ذا هيندوraquo; الهندية خصصت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على مؤتمر جنيف 2 الذي انتهى يوم السبت دون إحراز أي تقدم في اتجاه حل الأزمة السورية، ولكنها اعتبرت أنه من اللافت أن المحادثات، التي عُقدت بشكل غير مباشر تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، قد جرت أصلاً.

الصحيفة قالت إن مواقف الفرقاء ظلت على حالها في محادثات جنيف 2، التي كان يفترض أن يشرع فيها طرفا النزاع في تطبيق المخطط الذي تم التوصل إليه في محادثات جنيف 1، حيث تصف دمشق المعارضةَ بـlaquo;الإرهابيينraquo; وتشدد على أن الأسد لن يتنحى عن السلطة، هذا في حين لم يحضر الائتلافُ المعارض المحادثات إلا تحت ضغط من حلفائه الغربيين والعرب وبعد سلسلة من الخلافات الداخلية. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن من بين أعضائه الـ119، صوت 75 فقط في إسطنبول حول المشاركة في مؤتمر جنيف 2 من عدمها، وهو التصويت الذي فاز فيه القائلون بضرورة الذهاب إلى جنيف بأغلبية 58 مقابل 14 صوتاً.

الصحيفة قالت إن الوضع معقد جداً في سوريا حيث باتت المشكلة السورية توصف بأنها حرب بالوكالة، تجمع أطرافاً إقليمية من جهة، وروسيا وإيران إضافة إلى laquo;حزب اللهraquo; من جهة ثانية. وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، فإن تنظيم laquo;الدولة الإسلامية في العراق والشامraquo; المرتبط بـlaquo;القاعدةraquo; بات يسيطر هو أيضاً على الرقة في وسط سوريا ويخدم أهداف دمشق، التي تقول للغرب إنه في حال سقوطها فإن laquo;القاعدةraquo; ستسيطر على البلاد، مثلما يخدم أهداف الائتلاف المعارض، الذي يغطي على خلافاته الداخلية بمحاربة تنظيم laquo;الدولة الإسلامية في العراق والشامraquo;.

غير أن بارقة الأمل الوحيدة منذ أكتوبر 2013، تقول الصحيفة، هي أن ممثلي المعارضة والحكومة كانوا يلتقون بعيداً عن أضواء وسائل الإعلام في قصر laquo;شاتو دو بوسيraquo; في سويسرا. وإذا كان من شبه المؤكد أن الولايات المتحدة وروسيا ستدعمان أي اتفاق يتوصلان إليه، تختم الصحيفة، فإن من الضروري أن يستمر في الحوار وأن يحجم الآخرون عن التدخل.

كوريا الشمالية وحقوق الإنسان

صحيفة laquo;تورونتو ستارraquo; الكندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على تقرير جديد للأمم المتحدة حول جرائم ضد الإنسانية يرتكبها النظام الكوري الشمالي في حق مواطنيه. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إنه على مدى ستة عقود ظل الشعب الكوري الشمالي، البالغ 25 مليون نسمة، سجيناً في بلد معزول وقمعي يُرهبه ويجوّعه بهدف إخضاعه، ويقتل من يتجرأ منه على تحدي النظام. وإذا كان مجلس الأمن الدولي، الحريص على تجنب حرب نووية في شبه الجزيرة الكورية، قد اختار غض الطرف عن ذلك بشكل عام، تقول الصحيفة، فإن الوضع سيصبح أكثر صعوبة الآن بعد أن وجهت لجنة حقوق إنسان تابعة للأمم المتحدة مؤخراً تحذيراً جدياً للزعيم الكوري الشمالي laquo;كيم جونغ أونraquo; بأنه قد يخضع هو ونظامه للمحاكمة عن جرائمه التي تذكِّر بالفظاعات التي كانت تُرتكب في عهد النازية.

الصحيفة أشارت إلى أن اللجنة، التي ترأسها القاضي بالمحكمة العليا الأسترالية مايكل كُربي، استمعت إلى أدلة من 320 شاهداً وخلصت إلى أن مئات الآلاف قضوا على أيدي النظام منذ نهاية الحرب الكورية في 1953، ومن بينهم مسيحيون ومعارضون وأشخاص حاولوا الهروب من البلاد، مضيفة أن التقديرات تشير إلى أن معسكرات الاعتقال في البلاد تضم ما بين 80 ألفاً و120 ألف شخص.

وقالت إن التقرير يشير إلى جرائم ضد الإنسانية مثل laquo;الإبادة، والقتل، والاستعباد، والتعذيب، والسجن، والاغتصاب، والإجهاض القسري، وأشكال أخرى من العنف، والمحاكمة على أسس سياسية ودينية وعرقية، والنقل القسري للسكان، والاختفاء القسري، والممارسة غير الإنسانية المتمثلة في التسبب عن قصد في تجويع طويل للسكانraquo;.

غير أنه إذا كانت لجنة laquo;كربيraquo; ترغب في أن يواجه القادة الأمنيون الكوريون الشماليون، وربما laquo;كيمraquo; نفسه، العدالة في المحكمة الجنائية الدولية، تقول الصحيفة، فإن ذلك يبدو مستبعداً جداً، على المدى القصير على الأقل، وذلك على اعتبار أن الصين، التي تحمي كوريا الشمالية، ستستعمل laquo;الفيتوraquo; ضد مثل هذا القرار على الأرجح. غير أن التقرير سيُحرج بكين في المقابل، وقد يدفعها لمطالبة laquo;كيمraquo; بالتخفيف من هذه الممارسات. والأكيد، تقول الصحيفة في ختام افتتاحيتها، هو أن التقرير يفترض أن يدفع حلفاء laquo;كيمraquo; إلى إعادة النظر في مواقفهم لأنه laquo;مع كل جريمة تُرتكب، يحفرون لأنفسهم حفرة أعمق في حال مثولهم أمام العدالةraquo;.

سويسرا والهجرة

ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، علقت صحيفة laquo;إيل باييسraquo; الإسبانية على رد فعل الاتحاد الأوروبي على قرار سويسرا رفض منح المواطنين الكروات حق العمل على أراضيها. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي بعث إلى سويسرا برسالة واضحة مفادها أن البلدان التي لا تحترم مبدأ حرية التنقل، لن تستفيد هي نفسها من بعض مزايا وامتيازات الاتحاد الأوروبي، وذلك في معرض رده على سويسرا التي سيُقصى طلابها وباحثوها، بمقتضى الرد الأوروبي، من برنامجي laquo;إيراسموسraquo; للتبادل الطلابي وlaquo;وهوريازون 2020raquo; للبحث العلمي التابعين للاتحاد الأوروبي في حال استمر بلد المصارف والساعات في رفض توسيع اتفاقية حرية التنقل لتشمل كرواتيا، التي تُعد أحدث المنضمين إلى الاتحاد الأوروبي.

الرد الأوروبي، الذي وصفته الصحيفة بالمتوازن، يشدد على أن ثمة ثمناً ينبغي دفعه في حال اتخاذ قرارات من قبيل تلك التي تم تبنيها في الاستفتاء الذي أجري في سويسرا في التاسع من فبراير، والتي تحد من دخول مواطني الاتحاد الأوروبي إلى سويسرا، غير أنه لا يؤثر على جوهر العلاقات بين الجانبين.

إلى ذلك، قالت الصحيفة إن الحركات الشعبوية في عدد من البلدان الأوروبية تعمل منذ سنوات على تأجيج الاستياء الشعبي من خلال حملات التخويف والتهويل التي تتنبأ بنهاية أنماط العيش المحلية بسبب laquo;غزو الأجانبraquo;، الذين يُتهمون بالتسبب في انخفاض الأجور واستغلال أنظمة الرعاية الاجتماعية. وإذا كانت الصحيفة تقر بوجود ممارسات غير قانونية في طريقة اشتغال أي نظام رعاية اجتماعية، فإنها تؤكد على أن تلك الممارسات، إنما تتطلب سياسات تصحيحية وليس مناورات شعبوية.

كما شددت على أن الهجرة تساهم في الرخاء والازدهار، مثلما يثبت ذلك نموذج سويسرا نفسها، التي يربو فيها معدل النمو عن 2 في المئة سنوياً ويبلغ فيها معدل البطالة 3,5 في المئة فقط، مضيفة أن الكثير من الناس مقتنعون بالحجج المؤيدة للهجرة، ولا أدل على ذلك من أن الاستفتاء فشل في المدن الرئيسية وفي الكانتونات التي يعيش فيها معظم الأجانب، بينما نجح في المناطق الريفية حيث الناس أكثر تجاوباً مع اللغة الشعبوية حول الدفاع عن الهوية الوطنية وسلبيات laquo;الاكتظاظ المفرطraquo;.

واعتبرت الصحيفة أن رد الاتحاد الأوروبي يمثل تحذيراً لأولئك الذين قد يميلون إلى السير على خطى سويسرا في بلدان أخرى من الاتحاد، من زعيم laquo;حزب الاستقلالraquo; البريطاني اليميني المتطرف الذي رحب بنتيجة الاستفتاء باعتبارها laquo;خبراً رائعاًraquo;، إلى الشعبويين في هولندا وlaquo;رابطة الشمالraquo; في إيطاليا الذين عبروا عن رضاهم هم أيضاً عن تلك النتيجة.

إعداد: محمد وقيف