ناديا بوهنّاد

في شهر يناير الماضي نقلت صحيفة laquo;الشرق الأوسطraquo; عن مصادر مسؤولة في جامعة الأزهر أن الجامعة تنوي تحريك دعوى جنائية ضد القرضاوي، رئيس laquo;الاتحاد العالمي لعلماء المسلمينraquo;، وسحب شهاداته التي حصل عليها من الأزهر بسبب إساءاته المتكررة للأزهر وعلمائه. إضافة إلى ذلك فإن الجامعة تعمل على مناشدة الحكومة لسحب الجنسية المصرية من القرضاوي بسبب وصفه للمصريين الذين شاركوا في الاستفتاء على الدستور بالقطيع، كما أنه حاول التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لمصر وتحريض الجيش على مخالفة آوامر قادته، والكثير من الممارسات والأفعال التي يتعفف أن يُقدم عليها علماء الدين، وربما أكثرها إثارة للاستنكار ظهوره المتكرر على قناة laquo;الجزيرةraquo; القطرية وبث السموم من خلالها وسب المصريين وعدم احترام مصر كدولة لها سيادتها ودستورها. المطالبة بإسقاط جنسيته المصرية حق لكل المصريين إن أرادوا ذلك، وتكفيه جنسية قطر التي تغدق عليه ما يحلم به من أموال. لكن، وبحسب المصدر يصعب سحب الشهادة حالياً لأسباب قانونية ولأنها تحدث لأول مرة في مصر.

إذا كان من الصعب تحقيق مطالب علماء الأزهر بسحب شهادات القرضاوي العلمية وسحب جنسيته المصرية لأسباب قانونية أو أخرى غير معروفة، لا أرى أنا وكثيرون من مواطني دولة الإمارات أي أسباب قانونية أو أخلاقية تمنع الجهات التي منحته جوائز في الدولة أن تُسارع لسحبها منه.

منحت الإمارات للقرضاوي في سنوات سابقة جوائز مثل laquo;شخصية العام الإسلاميةraquo; خلال جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في ديسمبر 2000، وفي عام 1998 حصل على جائزة laquo;سلطان العويسraquo; في دورتها السادسة. وفوق كل ذلك كرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بقبلة على جبينه وهي عادة لدى الخليجيين في احترام الأكبر سناً وعلماً. وبعد ذلك فالقرضاوي، وبمباركة من قطر، يُسيء إلى الإمارات ويتدخل في شؤونها ويُسيء إلى كل من يقف في وجه الإرهاب والخراب. فهو أحد زعماء الإخوان الإرهابيين والذي كان يتوارى تحت عباءة الدين.

قطر جنّسته ومنحته الضوء الأخضر لمهاجمة الإمارات، ومن على منابر مساجدها في خطب جمعة تُبث عبر قنوات التلفزيون الرسمي لديهم. فما هي إذن مبررات عدم إسقاط الجوائز التي مُنحت للقرضاوي في الإمارات؟

يبدو أن أهداف ثورات laquo;الربيع العربيraquo;، خصوصاً التي نادى بها الإخوان الإرهابيون، ليست الإصلاح وتحسين حياة الناس كما يدعون، بل هي الرغبة في الحصول على السلطة والمال. وهناك من يكتفي بالمال لأن وجوده بحد ذاته يمثل لهم سلطة.

ما المانع من سحب الجوائز من شخصية تجاوزت حدود السلمية والتدين إلى الدعوة للإرهاب ومساندة الإخوان الإرهابيين؟

في يناير بدأت بتغريدات على صفحتي أطالب فيها بإسقاط الجوائز عن القرضاوي، وبعدها بأيام قام أحد المغردين من أبناء الإمارات بإنشاء وسم يُطالب فيه الإمارات بإسقاط الجوائز عن القرضاوي، وكانت هناك العديد من الأصوات والكتابات الإماراتية الداعمة لهذه الفكرة، وحتى الآن لم نسمع عن تلك الخطوة التي تعتبر عادلة أمام ما يقوم به القرضاوي ضد دولة الإمارات.

ألا تعتبر كتابات المغردين ثورة ضد القرضاوي ونداءً لإسقاط الجوائز عنه؟ وألا يستحق الأمر النظر فيه واتخاذ القرار؟

في هذا الزمن انقلبت الأمور وتحول بعض مشايخ الدين إلى دعاة تخريب يُناصرون الظالم على ظلمه وإرهابه. أما الدول والحكومات التي تنبهت وحاربت فساد الإخوان الإرهابيين فهي من أصبح ظالماً في نظر القرضاوي. ألهذه الدرجة الفلوس تُعمي النفوس يا فضيلة الشيخ القرضاوي؟!