سامح عبدالله
منذ 6 سنوات تقريبا وعلى هامش مؤتمر دولى فى إحدى الدول الأوروبية اقترب منى أحد الباحثين الغربيين المتخصصين فى الشئون المصرية ليفتح حوارا حول أوضاع النوبة.
كانت أسئلته غريبة ولم تخطر ببالى من قبل وتدور حول.. هل يشعر النوبيون بالاضطهاد؟ وهل يشعرون أنهم جزء من مصر؟ هل يعانون من مشاكل كبيرة قد تدفعهم للتفكير فى الانفصال؟
تعجبت من أسئلته ولكنى أجبته بأن وزير الدفاع المصري، وكانت وقتها المشير طنطاوي، ينتمى للنوبة، وبالتالى كيف يعتقد شخص ما أن النوبيين مضطهدون، أو أنهم يفكرون فى الانفصال، بينما أكبر مسئول فى وزارة الدفاع ينتمى إليهم.
تذكرت هذه الواقعة وأنا أتابع المأساة التى وقعت فى أسوان أخيرا بين أهالى النوبة وقبيلة الهلايل والتى راح ضحيتها العشرات ما بين قتلى وجرحى وما أكده أحد أفراد الهلايل، فى حوار تليفزيونى عن أن طالبا أخوانيا هو من تعمد بث الفتنة عن طريق كتابة شعارات تسيء للطرفين على الجدران.
قد يكون نقص الوعى والظروف الصعبة التى يعيش فيها أهلنا فى الصعيد سببا فيما حدث، وقد تكون حالة الفوضى التى تمر بها البلاد وانتشار أعمال العنف سببا آخر، ولكن ما قيل عن أياد إخوانية خفية يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية.
أسئلة الباحث الغربى تشيرإلى أن جهات أجنبية كانت تبحث منذ سنوات طويلة عن وسائل لزعزعة استقرار البلاد بإيجاد مشاكل على أطرافها، وما يقال عن دعم مخابراتى من دول عديدة لمخططات الإخوان فى مصر يجعلنا نفكر فيما إذا كان ما حدث فى أسوان أمرا تلقائيا أم مخططا له من الخارج ونفذته قواعد الإخوان على الأرض.
المشاكل بدأت فى سيناء، الطرف الشرقى للبلاد، والآن يتحركون فى أسوان، الطرف الجنوبي، وبالتالى ولكى تكتمل الخطة نتوقع فتنة قريبة فى أماكن إخرى تكون القبائل والعصبيات طرفا فيها.
قد يكون ما نقوله اليوم لا علاقة لها بالواقع، ولكن ما المانع من أن نضع تلك الأفكار نصب أعيننا ونتابع الأمور عن كثب، فإن كانت هناك مؤامرة كنا مستعدين لوأدها، وإن لم تكن لا نخسر شيئا.