&&نزار عبدالباقي

وجه عضو اللجنة القانونية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هيثم المالح انتقادات لاذعة للولايات المتحدة على خلفية التضارب الكبير في مواقفها مما يجري في العالم بصورة عامة ومما يجري في سورية على وجه الخصوص. وقال إن إقدام الولايات المتحدة على المسارعة لإدانة ما يرتكبه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من فظائع في العراق منذ عدة أيام، وتقاضيه عما يرتكبه ذات التنظيم من جرائم إرهابية في سورية منذ عدة سنوات هو أبلغ دليل على ذلك التناقض، مشيراً إلى أن نفس الفظائع ترتكب من جهة واحدة وفي دولتين جارتين، إلا أن الموقف الأميركي كان بالغ التباين في الحالتين. وأضاف "من الغريب أن تبادر واشنطن إلى إدانة التنظيم الإرهابي والحرب التي أعلنها على الدولة العراقية، للدرجة التي أشعلت جدلا وخلافا عميقا بين الكونجرس والبيت الأبيض الأميركيين حول كيفية الرد المطلوب ومساعدة بغداد، بينما ارتكب هذا التنظيم جرائم لا يصدقها العقل، ولا يقبلها المنطق في سورية، دون أن يطرف جفن للمجتمع الدولي، حيث لم تتحرك واشنطن بصورة فعلية، واكتفت بعبارات الشجب والإدانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. مما يظهر أن السياسة الأميركية لا تقوم على المبادئ ولا تحكمها الأخلاق، ولا يفرضها وضعها كدولة رائدة قائدة للعالم عليها مسؤوليات أخلاقية في المقام الأول، بل هي سياسة تقوم على المصالح الذاتية، وتحركها الأجندات غير المعلنة. فإذا كانت واشنطن كما يكرر قادتها تتولى مراقبة حقوق الإنسان وصيانتها من أي تجاوز أو اختراق، من منطلق قيادتها للعالم، فلماذا سكتت عن مقتل أطفال العراق بأيدي التنظيم المتطرف؟ ولماذا رضيت بأن تحكم هذه العصابة مناطق واسعة من سورية، دون أن تتحرك لتحجيمها أو ردعها؟".


وعن إمكانية أن يكون العراق محرقة لتنظيم "داعش" إذا قامت واشنطن بتوجيه ضربات جوية له، مما يضعفه في سورية ويكون مقدمة للثوار لتوجيه ضربة قاضية له، قال "الضربات الجوية لن تكون ذات فاعلية في هذه الحالة، وإلا لكان الطيران العراقي قد أمطر مواقع المتطرفين بها، فبغداد لا تحتاج طائرات عسكرية. وحتى في الحالة العراقية فإن إدارة الرئيس أوباما تبدو مترددة في دعم بغداد، حيث تباينت تصريحات مسؤوليها، حتى خرج أوباما أول من أمس ليعلن بصراحة أن بلاده لن ترسل قوات إلى العراق، وأن مسؤولية إنقاذه تقع على عاتق زعمائه. فإذا كان الأمر كذلك، فما هو دور الولايات المتحدة إذا كدولة رائدة وقائدة للعالم؟ وكيف تستطيع أن تبرر لنفسها ولشعبها تدخلها في تلك الدولة العريقة وإضعافها لمقدراتها العسكرية وتدمير جيشها وتسليمها لأيدي زعماء طائفيين رهنوا مستقبلها لتوجهات إيران؟".
واختتم المالح تصريحاته بالقول إنه إذا كانت الولايات المتحدة حريصة على مصالحها في المنطقة فإن الواجب على قادتها أن يغيروا من استراتيجية الضعف والتردد التي لازمت إدارة الرئيس باراك أوباما منذ مجيئه، وأن تبادر إلى أخذ زمام المبادرة، وتعمد إلى ردع كل من يعتدي على حقوق الإنسان، حتى تكسب احترام حلفائها وتحافظ على مصالحها وتضمن عودة الاستقرار إلى هذه المنطقة الحيوية من العالم. وتابع "قلت مرارا وتكرارا إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا تملك الجرأة على اتخاذ قرارات قوية، وطالبت ممثلي الشعب الأميركي بالاهتمام بمخاطبة الشعب الأميركي حتى تتمكن من خلق قوى ضغط شعبية على إدارة أوباما، تدفعه لنصرة الشعب السوري، وهو ما لا أزال أصر عليه بشدة".
&