&&ايليا ج. مغناير

خرج «حزب الله» من جنوب لبنان الى كل لبنان ومنه الى سورية ليحطّ الرحال ايضاً في العراق تحت عنوان محاربة «الدولة الاسلامية» الذي أصبح على سلّم الاولويات ليس فقط لـ«حزب الله» بل ايضاً لدول المنطقة وخصوصاً بعد كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي شدد صراحة على ضرورة محاربة التشدد والارهاب الاسلامي.

وعلمت «الراي» ان «بضعة مئات من كوادر ومدربي (حزب الله) يعملون في شكل دائم للإعداد ليس فقط لتدريب ملائم لمواجهة (الدولة الاسلامية) بل لإعداد عقيدة عسكرية وعقيدة اسلامية راسخة يستطيع العراقيون التسلح بها لدحر (الدولة الاسلامية) من دون تردد».

وتقول مصادر مواكبة لحركة «حزب الله» في العراق لـ «الراي» ان «(الدولة الاسلامية) تهدد الكيان والتاريخ والوجود، وهي الخط الاساسي للتطرف في المنطقة وتنادي بإلغاء كل مَن لا يحمل فكرها، وهي - اي (الدولة الاسلامية) - تكبر وتنمو وتستقطب مناصرين ومهاجرين وتفرض الالتحاق بها على كل الشباب الموجود في المناطق في شمال سورية وفي العراق، ولذلك فان محاربة (الدولة) فرض الزامي حيثما تتواجد، وتالياً فان مقاتلتها على أرض العراق وأرض سورية أفضل من السماح لها بالتمدد لمقاتلتها على ارض لبنان، مع العلم ان لبنان لن يَسْلم من تواجد قوات لـ (الدولة الاسلامية) على حدوده مع سورية وفي داخل ازقة بيروت والشمال والبقاع».

ويتواجد عناصر النخبة لـ «حزب الله» في معسكرات تدريب للمتطوعين العراقيين الذين لبوا نداء المرجعية لـ «الجهاد الكفائي» حول بغداد وفي جنوبها وشمالها لإعادة تأهيل العقيدة داخل القوات الأمنية العراقية التي لم تُلحظ أثناء وجود القوات الاميركية، اذ ان العقيدة الموجودة اليوم أنتجت انسحاب آلاف العسكريين من الموصل من دون قتال وشرذمة الفرق العسكرية المجهزة افضل تجهيز امام قوات أقل عدداً وعدة تنتمي الى «الدولة الاسلامية» وذلك لغياب العقيدة القتالية التي من خلالها يستطيع عدد قليل التغلب على فئة كبيرة، ولهذا فان العمل يجري على مستويات عدة داخل القوى الامنية ليدرك الفرد ان «الدولة الاسلامية» لا تأخذ رهائن ولا اسرى وتعمد الى القتل البشع لالقاء الرعب في النفوس الضعيفة فقط، ولهذا فان أفضل الدواء هو «الكيّ» والمعاملة بالمثل والثبات امام عدو لا يرحم وينبغي ألا يُعامل بالرحمة بل بالمعاملة ذاتها.

ولهذا - حسب المصادر نفسها - فان «المطلوب دعم العراق وسورية ولبنان لان الساحة هي نفسها وخصوصاً ان دول الجوار والولايات المتحدة لن تقدم الدعم للجيش العراقي لقتال (الدولة الاسلامية) ولن يقاتلها الا الجيش العراقي والقوى الامنية الاخرى وهذا ما يجب ان يترسخ في ذهن العراقيين».

وتشرح المصادر المواكبة لحركة «حزب الله» في العراق لـ «الراي» ان «دخول (الدولة الاسلامية) الى الموصل اكد للمراقبين وخصوصاً في لبنان، ان تواجد واشتراك (حزب الله) في معارك تلكلخ والقصير والقلمون كان ضرورياً وإلا لكانت (الدولة الاسلامية) تتواجد اليوم في المناطق المسيحية فارضة عليهم المغادرة او الجزية كما هي الحال في الموصل ولهذا فان تواجد (حزب الله) في سورية واليوم في العراق هو لمنْع تقدُّم وتمدُّد (الدولة الاسلامية) العابرة للحدود ومنعاً لتحويل لبنان الى ساحة وغى، ولهذا فإن الاعتماد الان هو على إعداد القوى الأمنية العراقية وتجهيزها كي يتسنى لها محاربة (الدولة الاسلامية) في العراق وكذلك في سورية».
&