&&فايز بن عبدالله الشهري


هذه هي الصورة التي يحاول الروائي الفرنسي "ميشيل هولبيك" (اسمه الحقيقي ميشيل توماس) أن يرسمها أمام الأمّة الفرنسيّة في روايته المثيرة للجدل Soumission"الخضوع" أو الاستسلام. وفي هذه الرواية نجد الكاتب الذي عاش جزءا من طفولته في الجزائر يرسم سيناريوهات لتحوّل التحالفات السياسيّة عام 2022 ليصل بذلك المسلم "الشهواني" محمد بن عباس" لحكم فرنسا ليكون الرئيس الخامس والعشرين للجمهوريّة الفرنسيّة. ومع أن الرواية حديثة الصدور (7 يناير 2015) وتتوفر حاليا على "أمازون فرنسا" بنسخة الكترونيّة إلا أنها أثارت نقاشات ومراجعات كبرى خاصة بعد مقتل الصحفيين الفرنسيين في الهجوم المسلح لعناصر يحملون أسماء إسلاميّة على مقر الصحيفة الفرنسيّة الساخرة "شارلي إيبدو".

ومما لا شك فيه أن هذا العمل الأرعن الذي تسابقت تنظيمات ورموز متطرّفة إلى تبنيه لا يخدم الإسلام في صورته العالميّة بل هو عنف مختل يقدّم خدمة مباشرة لأجندة متطرفي الغرب والشرق الذين لا يريدون للثقافات الإنسانيّة أن تتعايش. وهذه الحادثة وقبلها ما حدث في أستراليا وكندا ونيجيريا من أعمال عنف حمقاء ستكون مقدمات ذرائعيّة للمتطرفين السياسيين والمهووسين اليمينيين في الغرب لاضطهاد ملايين المسلمين الذين أجبرتهم الظروف الاقتصاديّة والسياسيّة في بلدانهم للعيش في المدن الغربيّة.

عشرات الأفلام والكتب تبث وتنتشر اليوم في الغرب للتحذير من "همجيّة المسلمين" وخطرهم على الحضارة. ها هي فرنسا تتجادل حول كتاب "الخضوع" وبريطانيا تبحث عن صورتها في كتاب "المسلمون قادمون" منذ عام 1985 وتتساءل عما تحقّق من نبوءات "انتوني برجس". ولا نقاش اليوم للصحف المحليّة وبرامج الحوارات الغربيّة إلا عن "سيطرة المسلمين" على مفاصل الحياة الغربيّة في حالة من التذمر العام تستذكر فيها الحوارات حوادث 11 سبتمبر2001 والتفجيرات التي حدثت في أكثر من مدينة عالميّة ونسبت إلى عناصر تنظيمات إسلاميّة متشدّدة.

وفي حوار بين قراء مجلة FrontPage اليمينيّة حول تنظيم " داعش" وكيف تدعي أنها " على منهاج النبوة" وتقتل المسلمين قبل غيرهم تكتشف كيف عممت الصورة الدمويّة على كل المسلمين. يقول احد المعلقين كلهم قتلة لا يوجد معتدلون في الإسلام فيرد عليه معلّق أمريكي بقوله: دعوا المسلمين يقتلون بعضهم البعض.. هذا لصالح البشريّة.

الخوف من الإسلام يعم الشارع الغربي اليوم والخوف على صورة الإسلام ومستقبل الأقليات المسلمة في أوروبا هاجس يسيطر على عقلاء المسلمين وبين هؤلاء وأولئك يتحرك المتطرفون لتغذية كل هذه الهواجس في الغرب..

كثيرون اليوم بدأوا يسألون ويطالبون حكوماتهم بمخالفة القانون فقط للتخلص من المسلمين. وعلى وقع حوادث التشدّد في بريطانيا وفرنسا ودول شمال أوروبا ترتفع أصوات اليمين المتطرف مدعومة من شرائح جاءت من عامة الناس مطالبة بسحب جنسيات المسلمين المهاجرين ودمج الجيل الثاني والثالث في الحضارة الأوروبيّة أو طردهم لتقتلهم مجموعات "داعش" جنودا أو ضحايا لمشروعها المرسوم بدماء المسلمين.

ويسأل الشاب المسلم في الغرب اليوم:

كيف تدّعي تنظيمات الفتنة جواز القتل والذبح والتفجير باسم رسول السلام والإسلام - صلى الله عليه وسلم -، ومن المستفيد من زيادة كراهيّة المسلمين والتضييق على حرياتهم؟

ألم يعف رسول الرحمة -عليه الصلاة والسلام - عمّن أساء له بالقول والفعل من كفّار قريش. ألم يترك منافقي المدينة وهم الذين آذوه وردّ على من طالبه بقتلهم بقوله: "لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه".

&

* مسارات..

قال ومضى: لا تجادل صاحب هوى فقد هوى.
&