مطلق بن سعود المطيري

الاحتجاج الدبلوماسي الخليجي على تصريحات حسن نصرالله ينقل قضية تدخلات حزب الله في الشؤون الخليجية من ملف الإرهاب إلى الملف الدبلوماسي مع الحكومة اللبنانية، وحزب الله وفقا لقرارات مجلس التعاون منظمة إرهابية، فالدول الخليجية جرمت التعامل المالي مع الحزب وبعضها وضعه على قائمة الإرهاب المحظور التعامل معها والترويج لدعايتها، فحزب الله

وفقاً لقرارات مجلس التعاون يتم التعامل معه بنفس الصيغة التي يتم التعامل بها مع داعش.

فالإجراءات الدبلوماسية التي اتخذها مجلس التعاون من إصدار مذكرات احتجاج واستدعاء السفير، إجراءات تتم بين دولة ودولة وليس بين دولة ومنظمة إرهابية بالمعنى القانوني الذي أقرته الدولة المحتجة، هذا من الناحية القانونية ومن الناحية العملية فحزب الله منظمة إرهابية فرضت وجودها على الأرض اللبنانية بقوة تحالفاتها الخارجية المشبوهة وليس بقوة وشرعية النظام السياسي اللبناني، وهذا يتطلب من مجلس التعاون إنجاز وثيقة الأمن الخليجي المشتركة والعمل بمقتضيات شروطها القانونية مع المنظمات الإرهابية.

الاحتجاج الفعلي على حزب الله يتم من خلال الإجراءات الأمنية الصارمة وتتبع الأموال التي تودع في حساباته من جهات وأشخاص معلومة، ومعاقبة الأفراد الذين يروجون لدعايته، فالتردد في اتخاذ تدابير رادعة خشية التوظيف الطائفي شيء يجعل من الأمن الخليجي قضية طائفية وليست قضية وطنية، والاستمرار بهذه الحسابات سوف تقسم الشعب الخليجي بين داعش وحزب الله وهذا اتجاه خطير جداً سوف يقوض الاعتبار الوطني لصالح الاعتبار الطائفي، فعرابو الطائفية استفادوا من الإجراءات المترددة في التنفيذ للتسويق لأجندتهم، تحت ذريعة المظلومية والحرية والمساواة، نجحوا في اليمن والعراق وسورية ولبنان وهم في طريقهم لمجلس التعاون.

فذريعة محاربة العدو الصهيوني وكل من يعادي حزب الله يقف مع الاحتلال الإسرائيلي ذريعة فقدت مصداقيتها منذ زمن طويل ، فوجود حزب الله بالمنطقة له هدف واحد فقط هو تنفيذ السياسة الايرانية، التي تشاغب السياسة الإسرائيلية ولا تعاديها واستفادت من ضعف العرب وغبائهم لبيعهم جثثاً محروقة في سوق مساوماتها مع إسرائيل، الدول الخليجية لها سياسة معلنة من العدو الإسرائيلي ولها أموال بالغة الضخامة تصل للأشقاء في الأراضي المحتلة ولكن ليس لهم دعاية ترهب وترغب مثل طهران، نحن لا نطالب بمعرفة حقيقة عدائنا لإسرائيل فهذه قضية محسومة من بدايات الاحتلال، بل نطالب بوضع عقوبات رادعة لكل دينار أو ريال أو درهم أو صوت يساند عداء نصر الله لدول الخليج، فضرب المشروع الإيراني في المنطقة يبدأ من داخل مجلس التعاون وليس من خارجه، إن نجح الخليجيون بمنع اعضاء حزب الله من الدخول إلى مطاراتهم وتسجيلهم على القوائم السوداء مثل ما فعلوا مع داعش والقاعدة سيصبح ذلك احتجاجاً بمستوى التحديات الأمنية التي يدفع بها نصر الله إلى داخل الحدود الخليجية، فنصر الله يعرف أن له مؤيدين في الخليج ويعيشون في كراهيتهم على سماع صوته ليصموا سمعهم عن أصوات أوطانهم.
&