&مبارك مزيد المعوشرجي&

يقول البابا فرنسيس- بابا الفاتيكان-: «لو أن أحداً أساء لوالدتي فليتوقع لكمة، فما بالك بمقدساتي»؟!.

ويقول دلفيل دوتون- أحد مؤسسي مجلة شارلي ابيدو الفرنسية- لرئيس تحريرها: «أعرف انك يا شارب رجل مذهل، ولكن لك رأس خنزير، وقدت فريقك للانتحار بالاغتيال».

هذان القولان قيلا تعليقاً على حادثة الاغتيال التي حدثت في باريس 7 يناير الجاري، والبابا فرنسيس والصحافي دلفيل شخصان لهما احترامهما في الأوساط الدينية والصحافية عند الغرب، وبان أنهما تفهما الدوافع التي أدت لهذه المجزرة المؤسفة التي أساءت أولاً للإسلام ثم أضرت بالمسلمين في الدول الغربية، وأعطت هذه الجريدة دعاية ودعماً وتمويلاً لولا هذا العمل المنكر لما حصلت عليها.

ومع ذلك نجد من بعض العرب والمسلمين من يذرف الدموع ويضيء الشموع أسى على من أساء لنبيهم صلى الله عليه وسلم، بل ومصرين على الإساءة لسيد الخلق دون حياء، غير مهتمين بما يحدث في البلاد العربية من قتل للبشر، وهدم للإعمار وإزالة للحضارة، على أيدي أنظمة قمعية وميليشيات طائفية ومنظمات إرهابية تحت قصف جوي من 40 دولة، تقتل مع كل إرهابي مطلوب للعدالة أكثر من 10 مدنيين أبرياء، وتهدم بيوتهم على رؤوسهم باسم المدنية ومحاربة الإرهاب.

بل ويتنطع أدعياء الحضارة والحريات بتأييد هذه العملية، ويشككون بأي محاولة لمساعدة النازحين لحدود سورية مع دول الجوار رغم شدة البرد، وقلة الغذاء، كما يوصفون هذه الأعمال الجليلة بدعم الإرهاب وتقوية الإرهابيين، ويطالبون الحكومات بتشديد الرقابة على أي عمل خيري في هذا المجال.

إن ما نراه وما نعانيه من إرهاب هو صناعة وتدريب وتمويل وتسليح من دول الغرب، وحكام بعض الدول، لحماية إسرائيل بتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة وضعيفة.

&