&فيصل التركي


• انسحاب الفنان سعد الفرج من «لو أني أعرف»... خسارة كبيرة

• أتوق إلى أدوار الشر... ولا مانع من تجسيد حياة الغجر

•السينما الخليجية تحتاج إلى المجازفة... وصنّاعها يخشون الخسائر

• أنا «مدريدية»... و«كاسياس» الأفضل في حراسة المرمى

•«عصابة خربوش» فأل خير عليّ ... وزوجي يقدِّر المرأة

•الكاتبة بشاير محمد (الله يسامحها) خرّبت عليّ «الريجيم» في «طريق المعلمات»

•الإنتاج ليس مربحاً كما يظن الكثيرون... قد تخسر اليوم ما حصدتَه أمس!
«لن أذعن لآراء الجمهور... ولن أعتزل»!

... هكذا رفعت الفنانة البحرينية هيفاء حسين راية «العصيان» أمام جمهورها، معلنةً رفضها نصائحَ عدد كبير من متابعيها بارتداء النقاب والتوقف عن التمثيل، وملوِّحةً بشعار «لا أستمع إلا إلى صوتي فقط، ولا أتبع إلا ما يمليه عليّ عقلي»! هيفاء حسين أوضحت لـ «الراي» - في هذا الحوار - أن طريقها في التمثيل لا يزال طويلاً، وأن لديها أحلاماً «درامية» عدة تواصل السعي إلى تحقيقها، «ما يجعل الحديث عن الاعتزال أمراً سابقاً لوقته الحقيقي»! عاشقة القفز بالمظلة من فوق السحاب قالت، في ثنايا حديثها، إنها تتوق إلى مغامرة الغوص في أعماق البحر، وإنها مُصرة على خوض التجربة قريباً، مضيفةً أنها لا تجد الوقت الكافي الذي يجب أن تعطيه لأسرتها، لكنها تعول على تفهم زوجها الفنان حبيب غلوم الذي تصفه بـ «المثقف الذي يحترم المرأة، ويقدر مشاعرها». وعن ابنها المراهق قالت هيفاء حسين «إنه لا يهوى الفن والتمثيل، ويتجه بكل ميوله إلى كرة القدم، وأنه يسعى إلى أن يكون لاعباً عالمياً مثل رونالدو وبنزيما»، موضحةً أنه يشجع نادي ريالد مدريد، وهي ترافقه في ذلك، وإن كانت تميل إلى الإعجاب بحارس المرمى كاسياس! حسين، التي تنخرط حالياً في الإعداد لمسلسلها الجديد «لو أني أعرف خاتمتي»، تعرف جيداً أين تضع خطواتها الفنية، إذ تفاخر بأنها لا يستعصي عليها تمثيل أي دور مهما كان صعباً، مبينةً أنها تتوق إلى تجسيد أدوار الشر! «الراي» تحاورت مطولاً مع هيفاء حسين، فتحدثت حول الدراما والعائلة و«الريجيم»، وتجربتها في الإنتاج الدرامي، وتطرقت إلى دور الفن في مواجهة التطرف والفتنة الطائفية... والتفاصيل في ما يأتي:

• في البداية، حدثينا عن مشاركتك في المسلسل الدرامي الجديد «لو أني أعرف خاتمتي»؟

- هو عمل إنساني من الدرجة الأولى، وقد ألّف نصه الكاتب الإماراتي إسماعيل عبد الله، وسيكون من إنتاجي بمعية زوجي الفنان حبيب غلوم، فيما سيتولى المخرج أحمد يعقوب المقلة مهمة الإخراج الفني، وسوف تبدأ كاميرات التصوير في الدوران أواخر الشهر الجاري، تمهيداً لعرضه في موسم رمضان المقبل على قناة أبوظبي إلى جانب عدد من القنوات الخليجية الأخرى.

• يُذكِّر عنوان المسلسل «لو أني أعرف خاتمتي» برائعة الشاعر الكبير نزار قباني «رسالة من تحت الماء»، التي شدا بها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ... فهل هناك تشابه بين قصة العمل ومضمون «الرسالة»؟!

- قد يكون هناك تشابه بين عنوان المسلسل وإحدى العبارات الشهيرة في القصيدة، لكن التشابه لا يتجاوز الألفاظ، فقصة المسلسل تختلف كلياً عن مضمون الأغنية الخالدة، علماً أن العمل يقدم «رسالة» أيضاً، غير أنها ليست من تحت الماء، بل إنسانية إلى من يعيشون فوق الأرض، حيث تدور الأحداث بين أواخر القرن الماضي وحاضرنا المعيش، وتتناول جملة من القضايا والمشكلات التي تشكل مصدر قلق للكثير من الناس، أهمها الصراع بين الخير والشر، ويغوص العمل في أغوار النفس البشرية، ليخرج ما في باطنها من آلام نفسية واضطرابات اجتماعية.

• كيف تدور التحضيرات للعمل، وما ملامح دورك؟

- أجسّد شخصية فتاة متفوقة تدعى «منى»، وهي بارة بوالدها المسن، ولا تتوانى في رعايته والعناية بصحته، كما لا تنفك عن فعل الخير ومد يد العون للجميع من خلال عملها في إحدى المؤسسات الخيرية، لكن المفارقة أنها كلما زرعت خيراً حصدت شراً، إذ يحدث دائماً ما لا يكون في الحسبان، وتنقلب حياتها رأساً على عقب، لا سيما عندما ترتطم النوايا الحسنة بالظنون السيئة، فتتساقط الأقنعة وتتكشف الوجوه على حقيقتها!

• ما أبرز الأسماء المشاركة؟

- لم تتحدد بعد أسماء الفنانين المشاركين بشكل نهائي، فقد حدثت مجموعة من التغييرات خلال الفترة السابقة من جراء تأجيل الشروع أكثر من مرة، ولأسباب عدة، إضافةً إلى انسحاب الفنان القدير سعد الفرج الذي كان من المقرر أن يؤدي دور البطولة، ولكنه اعتذر لظروف خاصة، وبلا شك فإن انسحاب عملاق بحجم «أبو بدر» يعد خسارة كبرى للمسلسل الذي لا يزال في المهد.

• وماذا عن مسلسل «طريق المعلمات» الذي تقومين حالياً بتصويره في المملكة العربية السعودية؟

- سوف أقدم في هذا العمل دور «شيخة»، وهي فتاة مرحة وحالمة، تود لو تحصل على وظيفة مناسبة لممارسة مهنة التدريس التي تعشقها، لكن سرعان ما تتكسر أحلام «شيخة» وتطيح بها رياح الواقع الأليم، خصوصاً عندما يأتي تعيينها في إحدى المدارس البعيدة عن مكان إقامتها، ما يثير لها العديد من المشكلات والمتاعب.

• ومَن يشارك فيه من الفنانين؟

- يشارك في العمل نخبة من الفنانين، بينهم شيماء سبت ومروة محمد وإبراهيم الحساوي وشفيقة يوسف، وغيرهم من نجوم الدراما، فيما يتصدى لإخراجه المخرج سائد الهواري وهو للمنتج عبد الخالق الغانم، ومن تأليف بشاير محمد.

• ذكرت في السابق أنك تتبعين حمية غذائية للحفاظ على رشاقتك، ولكن ما نراه في الصور التي نشرتِها على «إنستغرام» لا توحي بذلك، بل تعكس أنك تتناولين ما لذ وطاب من السعرات الحرارية المرتفعة؟

- بالفعل، لقد التُقطت هذه الصور من خلال بعض المشاهد التي كنت أصورها في مسلسل «طريق المعلمات»، إذ إن مؤلفة العمل الكاتبة بشاير محمد - الله يسامحها - خرّبت عليّ الريجيم والحمية الغذائية التي أتبعها لإنقاص وزني من خلال كمية الطعام التي تناولتها في العمل المذكور، وفقاً لمتطلبات النص والسيناريو، إذ لا تخلو حلقة من حلقات المسلسل إلا وأنا أصوّر مشهداً وأمامي المائدة الشهية التي تحوي أصنافاً متعددة من الأطباق اللذيذة.

• أثار ظهورك وأنت ترتدين النقاب في أحد الأعمال دهشة كثيرين من محبيك الذين راق لهم مظهرك الجديد، وطلبوا منك الإبقاء عليه إلى الأبد، كما طالبك آخرون أيضاً بارتداء الحجاب والاعتزال، فإلى أي الآراء ينحاز رأيك؟

- مع احترامي الشديد للجمهور ومطالبه، لكنني لن أنحاز إلا إلى اقتناعاتي أنا، وما يمليه عليّ عقلي، إذ إن ظهوري في «النقاب» كان من خلال أحد المشاهد التي صورتها أخيراً، وأنا لم أتعوَّد ارتداء النقاب أو الحجاب من قبل، كما أن الحديث عن الاعتزال مبكر جداً، خصوصاً أن مشواري الفني لا يزال طويلاً، ولدي العديد من الأحلام التي أسعى حثيثا إلى تحقيقها على أرض الواقع.

• أنتِ من أكثر الفنانات اللاتي يحرصن على الظهور بمظهر مختلف ومتجدد بشكل دائم، فهل أصبح التغيير إحدى أدوات النجاح المهمة لدى الفنان؟

- لا شك أن التغيير بات مطلباً ملحاً وضرورياً بالنسبة إلى الفنان، خصوصاً أننا في عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على غرار موقع «إنستغرام»، حيث يعمد المعجبون إلى نشر صور الفنانين والمشاهير، ويتباهون بمظهر هذا النجم الكروي أو ذاك الممثل البارع، لكن يجب أن يكون التغيير في حدود المعقول وبلا مبالغة، على رأي المثل: «إذا الشيء زاد عن حده انقلب ضده».

• لاحظ البعض أنك ظهرتِ في «لوك» جديد وغريب في الوقت نفسه، حتى بدوتِ وكأنك فتاة غجرية، فما مدى قدرتك على أداء هذا الدور في أعمالك الدرامية المقبلة؟

- لا أجد مانعاً من تقديمي دور فتاة غجرية، إلا إذا تعارض ذلك مع الأعراف والتقاليد، لا سيما أن تجسيد مثل هذه النوعية من الأدوار ليس بالأمر السهل، بل إنها تشكل تحدياً للفنان، لأنها أدوار صعبة ومعقدة، ولا يمكن لفنانة ما أن تقوم بتجسيدها إن لم تكن لديها الموهبة الخلاقة والقدرة على سبر أغوار الشخصية الغجرية من الأعماق، وليس من السطح، فضلاً عن الإلمام الجيد بحياة الغجر والاطلاع على جميع تفاصيلها.

• قدمتِ الكثير من الأدوار المركبة، ولكن ما الدور الذي يشكل عقدة بالنسبة إليكِ؟

- لا يوجد من الأدوار والشخصيات ما يشكل عقدة بالنسبة إليّ، وهذا ليس غروراً أو كِبراً - حاشا لله - بل هي الحقيقة، لكنني أتوق في الفترة الحالية إلى تقديم أدوار الشر، فهذه النوعية من الأدوار ترسخ في ذاكرة المشاهد وتعيش طويلاً.

• فلننتقل إلى مجال الإنتاج الذي دخلته بمعية زوجك الفنان حبيب غلوم، كيف كانت التجربة، وهل للتجارة علاقة بذلك؟

- التجربة ناجحة - ولله الحمد - حيث كانت مسرحية الأطفال «عصابة خربوش» فأل خير عليّ، إذ إنها بوابة دخولي إلى عالم الإنتاج، ما شجعني على اقتحام الإنتاج الدرامي من أوسع أبوابه بمسلسل «لو أني أعرف خاتمتي»، علماً أن مجال الإنتاج ليس تجارة مربحة، كما يظن الكثيرون، بل قد يتعرض المنتج لخسائر فادحة تجعله يخسر اليوم ما جناه بالأمس بسبب إخفاقه في عمل ما.

• كانت لديكِ بعض المشاركات السينمائية من خلال بضعة أفلام، منها فيلم «الشجرة النائمة»، فكيف ترين السينما الخليجية حالياً؟

- التجربة السينمائية كانت أكثر من رائعة، حيث تم تصنيف الفيلم واحداً من أهم الأعمال السينمائية في البحرين، وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك ضمن مهرجان دبي السينمائي الذي أقيم أخيراً، فضلاً عن إشادة النقاد والمشاهدين على حد سواء بحبكة العمل السينمائي الذي رُشح أيضاً لجائزة المهر الذهبي آنذاك.

• ما الذي ينقص السينما الخليجية في الوقت الراهن، حتى تواكب السينما المصرية أو الإيرانية على أقل تقدير؟

- ينقصها عنصر المجازفة من جانب صنّاع السينما، خصوصاً المنتجين، إضافة إلى الدعم الحكومي، لأن التكلفة المادية لصناعة الفيلم السينمائي باهظة جداً، كما أن مردودها المادي قد لا يعوض الميزانية التي يتكلفها العمل السينمائي. كما ينقصها الدعم الإعلامي، فضلاً عن إقامة المهرجانات السينمائية الكبرى على غرار مهرجاني دبي والقاهرة وغيرهما.

• حذرّتِ قبل فترة جمهورك من عدوى مرض يدعى «سين شين» الذي انتشر بين المسلمين أخيراً على حد قولك، هل تحدثيننا عن هذا المرض، وما طرق الوقاية منه؟

- «سين شين» هما حرفان يرمزان إلى «سنة» و«شيعة»، حيث إن هناك من يحاول إشعال فتيل الأزمة الطائفية في الوطن العربي والأمة الإسلامية بشكل عام، من خلال زرع الفتنة ونشر الأفكار المذهبية المريضة، لخلق الفوضى وتأجيج الصراع بين المسلمين.

أما عن كيفية الوقاية منه، فلا بد أولاً من نبذ الفكر المتطرف الذي دأب على تكفير الآخرين، سواء من هذه الطائفة أو تلك.

• لماذا إذاً لا تتطرق الأعمال الخليجية لمثل هذه الفتن المذهبية التي تفجرت بشكل ملحوظ في الوطن العربي، وهل تجدين للفن دوراً محورياً في معالجة هذه الظاهرة؟

- أعتقد أن قلة من الكتاب والمنتجين من يمتلكون القدرة على طرح مثل هذه القضايا الحساسة، وتناولها في الدراما الخليجية، غير أن الكثيرين ليست لديهم الجرأة الكافية لتسليط الضوء على الفتن الطائفية التي أيقظها أعداء الأمة الإسلامية، والأمر ذاته ينطبق على الفنانين، إذ إن هناك من يجرؤ وهناك من يتحفظ ويتجنب الخوض في مثل هذه الأمور درءاً لحدوث لغط ما حوله، أو تجنباً للوقوع في دوامة من الأزمات بين هذا أو ذاك.

•بعيداً عن المسلسلات ودهاليز الوسط الفني، كيف ترين علاقتك بزوجك الفنان حبيب غلوم بعد سنوات من الزواج؟

- علاقتنا جيدة والحمد لله، ولا يعكر صفوها سوى بعض الإشاعات التي تظهر بين حين وآخر، كما أن زوجي رجل مثقف يحترم المرأة، ويقدر مشاعرها، ما يجعل حياتنا الزوجية مفعمة بالحب والسرور، ولا تشوبها شائبة.

•كيف توفقين بين ارتباطك بالفن والتزاماتك الأسرية، خصوصاً أن لديك ابناً في سن المراهقة؟

- بصراحة، لا أملك الوقت الكافي للجلوس مع عائلتي بسبب الأعمال الفنية التي أرتبط بتصويرها على مدار العام، حيث أقضي فترات طويلة في مواقع التصوير، ولكن على الرغم من ذلك فإنني لا أضن على زوجي أو ابني «سعد» بالرعاية والاهتمام، كلما سنحت لي الفرصة.

• ماذا لو قرر «سعد» أن يقتحم عالم الفن وينافس والدته في الدراما؟

- ابني «سعد» لا يهوى الفن والتمثيل، بل هو يتمتع بمواهب كروية عالية، ومن طموحاته أن يصبح نجماً كبيراً في الملاعب الدولية على غرار اللاعبين المشاهير كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وغاريث بيل، خصوصاً أنه منتسب إلى أكاديمية نادي ريال مدريد في مملكة البحرين.

• وأنت، ما النادي الرياضي المفضل لديك؟

- أنا أيضاً أتبع ولدي، حيث أشجع النادي «الملكي» (ريال مدريد)، ولكنني أميل إلى حراسة المرمى، إذ إن مثلي الأعلى هو الحارس المخضرم إيكر كاسياس.

• تعشقين المغامرة وتحدي الذات، وهو ما تجلى في إقدامكِ على القفز بالمظلة من طائرة محلقة فوق السحاب، فمن أين لكِ هذه الجرأة؟

- أنا مغامرة وأهوى ركوب الصعاب، ولا شك أن مغامرة القفز من فوق السحاب كانت من أجمل المغامرات التي جربتها في حياتي، حيث الحرية التي لا تكبلها القيود والشعور بالسعادة التي لا تضاهى.

• إذاً حب المخاطرة طبع لديكِ، فهل تنوين مواصلة هذه الهواية مستقبلا؟

- بالفعل، وأتمنى أن أخوض تجربة الغوص في أعماق البحار، فأنا لا أستطيع مقاومة اشتياقي العارم لهذه المغامرة الخلابة.

&