جهاد الخازن

يبدو أن هيلاري كلينتون في طريقها للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لها للرئاسة، وهذا من دون أن أحسم النتيجة اليوم فقد يطرأ ما لا نعرف أو ما لم يكن بالحسبان. أكتب على أساس فوز كلينتون بالمناظرة بين المتنافسين الديموقراطيين على الترشيح، ثم ما رأينا من أدائها المهني وسعة معرفتها أمام لجنة مجلس النواب التي حقّقت في إرهاب بنغازي قبل ثلاث سنوات.

قرأت أن كلينتون تتقدم على بيرني ساندرز في إيوا وساوث كارولينا وهو يتقدم عليها في نيوهامبشير (بين الجمهوريين أظهر استطلاع للرأي العام أن دونالد ترامب وبن كارسون متساويان تقريباً في إيوا).

إذا كان لنا أن نقبل ما نشر موقع «سي إن إن» على أساس استطلاع جامعي، نجد أن كلينتون تحظى بتأييد 51 في المئة من الديموقراطيين مقابل 40 في المئة لساندرز. يبدو أن هذا لا يعجب الصحافي الأميركي هـ. أ. غودمان الذي قرّر أن ساندرز يهدّد كلينتون في مقال، وقال في مقال آخر: بيرني ساندرز يهزم دونالد ترامب (في انتخابات الرئاسة) ولكن ترامب يهزم هيلاري.

أرى هذه تمنيات من كاتب تفسح له «جيروزاليم بوست» صفحاتها وهي تؤيّد حكومة الإرهاب الإسرائيلي.

كانت كلينتون قد مسحت الأرض بمنافسيها على الترشيح للرئاسة عن الحزب الديموقراطي في المناظرة التي بثتها «سي إن إن» في 13 من هذا الشهر، وسجلت رقماً قياسياً في عدد المشاهدين لمناظرة بين ديموقراطيين بلغ 15.3 مليون بعد أن كان الرقم السابق 10.7 مليون.

نقلتُ في حينه بعضاً من عناوين الصحف التي أعلنت فوز كلينتون، وأختار اليوم بعضاً من العناوين التي تبعت نجاح كلينتون أمام لجنة لمجلس النواب حقّقت في الهجوم الإرهابي في بنغازي الذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز في 11/9/2012، وكلينتون تقترب من نهاية عملها وزيرة للخارجية. قرأت:

- كلينتون تحدّت التحقيق الجمهوري في هجوم بنغازي.

- كلينتون تستخدم معرفتها الواسعة بالحقائق لإحباط الأجندة الجمهورية.

- هيلاري كلينتون انتصرت في تحقيق بنغازي لأنها لم تفقد أعصابها.

- التحقيق الجمهوري السيء الحظ في هجوم بنغازي.

- تحقيق بنغازي: لماذا لم تطردي أحداً (سخرية من النائب الجمهوري مايك بومبيو الذي خاطبها بلهجة عامية كأنه في الشارع).

- كلينتون خرجت من التحقيق الماراثوني في هجوم بنغازي من دون خدوش.

- كيف انتصرت هيلاري كلينتون في تحقيق بنغازي.

- كلينتون فازت في التحقيق.

عندي أضعاف ما سبق عن فوز كلينتون في المناظرة والتحقيق. ولعل طريقها إلى الفوز كان سهلاً بعد أن قدّم لها النائب كيفن مكارثي، رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس النواب، بالقول في مقابلة تلفزيونية إن التحقيق نجح في خفض شعبية كلينتون بين الناخبين. الديمقراطيون كانوا اتهموا الجمهوريين بأن هذا هو هدف التحقيق وجاء مكارثي ليؤكد التهمة فاستغل الديموقراطيون كلماته وردّدوها حتى رسخت في عقول الناس.

انتخابات الرئاسة الأميركية بعد سنة أو نحوها، ولن أزعم اليوم أنني أعرف مَنْ سيفوز لكن أقول إنني أنقل المعلومات بصدق ودقة.