كاثلين باركر

عندما خاطب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأمة الأميركية بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في مدينة سان برناردينيو بولاية كاليفورنيا، فإنه كرر الدعوة لمقاومة مشاعر العداء ومظاهره تجاه المسلمين. وكانت هذه رسالة مألوفة -نفس تلك التي كنا قد سمعناها من الرئيس جورج دبليو بوش بعد هجمات 11 سبتمبر. إننا لسنا في حالة حرب مع الإسلام نفسه، كما قال كلا الرئيسين، وإنما مع أيديولوجية قائمة على التشويه والتحريفات والتأويلات بعقلية القرون الوسطى للدين الإسلامي.


ومع ذلك، لا يزال كثير من الأميركيين بحاجة إلى التذكير بأن المسلمين، بدلاً من كونهم أعداءنا، هم في الحقيقة أصدقاؤنا، وجيراننا وزملاؤنا، وهم العلماء والقادة والأطباء والميكانيكيون. إنهم مواطنونا الأميركيون. لكننا نواصل المعاناة، مع ذلك، مع المصطلحات نفسها التي نستخدمها للتمييز بين المسلمين العاديين من التيار السائد وبين الإرهابيين المتطرفين.


قدَّم السيناتور لندسي جراهام، جمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية، في واحد من أجود نقاشاته، اعتذاراً عاطفياً للمسلمين عما فعله السناتور دونالد ترامب، الذي قال -من بين أمور أخرى- إن علينا حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.


وقال جراهام "لقد فعل ترامب الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يفعله إعلان حرب على الإسلام نفسه. أقول لكل أصدقائنا المسلمين في جميع أنحاء العالم: أنا أعتذر، إن ترامب لا يمثلنا. ثم وجه جراهام بعد ذلك الشكر للأميركيين المسلمين على أدائهم الخدمة العسكرية لبلدنا.


هذه النوعية من المشاعر التي لا يزال التعبير عنها نادراً نسبياً، تظل أساسية وحاسمة، ليس من أجل الكياسة فقط، وإنما للأمن القومي الأميركي أيضاً. إن الخطاب المعادي للمسلمين إنما يساعد فقط على تعزيز السرد الإرهابي القائل إن الولايات المتحدة هي عدو الإسلام الأكبر.


لذلك، كنت آمل أن يدعو الرئيس في خطابه الأميركيين إلى القيام بدورهم، ويصدر دعوة إلى اتخاذ إجراءات محددة. وكما خُيل إليّ، كان يمكن أن يقول شيئاً من قبيل "إنني أدعو جميع رؤساء البلديات في أميركا، في البلدات والمدن الكبيرة على حد سواء، إلى الانضمام إلى الحرب على الإرهاب من خلال تنظيم منتديات عامة في مجتمعاتكم، حيث تجمعون المسلمين وغير المسلمين للحوار والمناقشة. ويجب أن يكون المبدأ الهادي هو حقيقة أن التواصل هو مفتاح التفاهم، وأن ذلك الفهم هو محور التعايش السلمي وتحقيق المستقبل الأفضل. والغاية هي السماح للناس بالتحدث بحرية وبطريقة منظمة عن أفكارهم ومخاوفهم وآمالهم وأفكارهم".


في الحقيقة، هناك كثير من النماذج المتاحة مسبقاً والتي يمكن استلهامها والبناء عليها. هناك "مائدة الترحيب" التي أنشأها معهد وليام وينتر للمصالحة العرقية في جامعة ولاية مسيسيبي، والتي حققت نجاحاً كبيراً في شفاء الجروح المتبقية من حقبة الحقوق المدنية. وإذا كان بوسع السود والبيض الخروج بمثل ذلك في أماكن مثل ولايتي كارولينا الجنوبية ومسيسيبي، فمن المؤكد أن المسلمين والمسيحيين والسود والبيض واللاتينيين والآسيويين يستطيعون فعل مثل ذلك في ولايات أخرى.