سامح عبد الله&

شهدت الأسابيع القليلة الماضية مصادمات وانشقاقات واستقالات داخل جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وهو ما فسره البعض بوجود خلافات حول الالتزام بالسلمية أو اللجوء للعنف لتحقيق الأهداف.

&والانقسامات ذاتها حدثت أيضا فى فرع الجماعة فى الأردن، حيث قرر بعض الأعضاء إنشاء جمعية للإخوان المسلمين تخضع للقانون الأردني، بينما رفض ذلك قطاعات أخرى، وهذا يعنى أن الجماعة تواجه أزمة حقيقية فى كل مكان.&

وبعيدا عما إذا كانت الجماعة (سلمية) أم لا، خاصة بعد التقرير البريطانى الذى ربط بين عضوية الجماعة واحتمال اللجوء للأعمال الإرهابية، فإن ما يحدث على الساحة يؤكد أن الإخوان المسلمين التى نعرفها منذ عام 1928 انتهت إلى غير رجعة.&

الجماعة تنظيم مغلق يدار بأسلوب السمع والطاعة، وهو ما يعنى أن القرارات تتم على مستوى القيادة العليا، بينما على الآخرين التنفيذ فقط ودون مناقشة، وهذه هى نقطة قوة الجماعة ونقطة الضعف فى الوقت ذاته.&

من الطبيعى بعد الفشل السياسى الذى منيت به الجماعة فى مصر خلال السنوات الماضية أن تبدأ قطاعات داخلها فى مناقشة ما حدث، وهنا مكمن الخطر، لأن تسلل فيروس (التفكير) إلى عقول أفراد الجماعة يعنى الخروج على أهم المبادئ، ومصدر القوة وأعنى (السمع والطاعة)، وبالتالى فسيؤدى ذلك لا محالة إلى انهيارها.

&أتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من الخلافات وصولا لتفكك الجماعة إلى جماعات أصغر. بعض الجماعات الجديدة قد يلتزم بالسلمية، وبعضها قد يفضل العنف ولكنها، جميعا، وفى كل الأحوال ستكون أقل قوة وتأثيرا ولن تستمر على الساحة لفترة طويلة.

&

&

&

&&

&